فلسطين أون لاين

تقرير الشاب جربوع وزوجته.. كرسي متحرك واحد وظروف معيشية بالغة السوء

...
الشاب نهاد جربوع وزوجته زينت
دير البلح/ فاطمة العويني:

على الرغم من أن الشاب نهاد جربوع (43 عامًا) وُلد بإعاقة حركية، فإنه استطاع الاعتماد على نفسه وبناء أسرة من ماله الخاص، دون أن يحتاج لمساعدة من أحد. لكن حرب الإبادة الإسرائيلية التي غيّرت أحوال الأصحّاء، كانت أشد قسوة على زوجين من ذوي الإعاقة مثل نهاد وزوجته زينب.

ففي مدينة رفح، مسقط رأسه، وقبل الحرب، كان جربوع يدير فرقة فنية تقدّم عروضًا ترفيهية في رياض الأطفال والمدارس والمؤسسات من شمال قطاع غزة حتى جنوبه بشكل يومي. وخلال تلك الفترة كان قد ارتبط بـ زينب التي لم تكن تعاني من أي مشاكل صحية.

ولم يدم الاستقرار طويلًا؛ فبعد أن أنجبت زوجته طفلتهما رهف (15 عامًا) ونجلهما إياد (12 عامًا)، بدأت تعاني من مشاكل في الأعصاب ونقص في الكالسيوم. لجأت إلى أحد الأطباء الذي وصف لها إبرًا علاجية زادت حالتها سوءًا.

يقول نهاد: "بدأ طول قدميها يتناقص، واقتربت الأوردة من الانفجار. أخذتها لطبيب آخر فأوصى بعملية بتر فورية لقدميها، وكان ذلك في عام 2016".

ويشير إلى أنه رغم هذا التحوّل القاسي، ورغم صعوبة الحياة مع طفلين يحتاجان للرعاية، فإنهما تأقلما على حياتهما الجديدة، وكانا يعتنيان بمنزلهما في ظل دخل جيد كان يوفره عمله.

لكن الحرب غيّرت كل شيء. فقد شُرّد نهاد وزوجته كغيرهما من أهالي رفح: "فقدنا كل ما نملك من بيت وأثاث، حتى الكرسي المتحرك الكهربائي الخاص بي. لم يبقَ معنا سوى كرسي متحرك عادي نتقاسمه أنا وزوجتي!"

ويضيف: "نزحنا ثماني مرات حتى الآن. لم يتبقَّ معنا أي مال. بعض أهل الخير نقلوني إلى مخيم خاص بالأرامل كحالة إنسانية، لكن لا أحصل على أي من المساعدات المقدمة للمقيمين هنا".

وتفاقم الوضع المعيشي الصعب حالته النفسية: "أحدثك وأنا لم أخرج من خيمتي منذ أكثر من شهر. عدم امتلاكي المال يقتلني نفسيًا، خاصة عجزني عن شراء أي شيء لأطفالي ممّا يوجد في الأسواق".

ويقول: "نحتاج لكل شيء حرفيًا؛ لا ملابس، ولا طعام، ولا شراب، ولا مواد تنظيف. خرجنا من رفح بلا أي شيء".

ويثير قلق جربوع عدم قدرته على توفير دواء زوجته الذي يبلغ ثمنه 250 شيكلًا شهريًا: "تحتاجه حتى لا تتآكل يداها ويضطر الأطباء لبترهما. كنت أوفره دائمًا، أما الآن فمنذ أسبوع تقريبًا الدواء غير متوافر".

ويتابع: "زوجتي تعتمد في كل حركتها على يديها؛ تتنقل في الخيمة وتصعد على الكرسي المتحرك بواسطة يديها. ستكون كارثة إن اضطررنا لبترهما، فهي لن تستطيع الحركة أبدًا حينها".

ويناشد نهاد جربوع أهل الخير النظر في حالتهم الإنسانية الصعبة، ومساعدتهم في توفير ما أمكن من مستلزمات الحياة، خاصة كرسي متحرك ثانٍ، وأدوية زوجته، ومواد التنظيف، وما يمكن أن يعيد شيئًا من الفرحة لطفليه المحرومين من أبسط ما يتوفر في الأسواق من طعام وشراب.

المصدر / فلسطين أون لاين