تتوقع الأرصاد الجوية الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، بأن البلاد ستكون تحت تأثير منخفض جوي قوي يحمل معه كتلة هوائية باردة وأمطارًا غزيرة وعواصف رعدية، ستشتد خطورتها على قطاع غزة الذي يعيش أوضاعًا إنسانية منهارة.
وقالت الأرصاد، عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، إن فلسطين ستتأثر يوم غد الأربعاء بمنخفض جوي مصحوب بانخفاض ملموس في درجات الحرارة، وتساقط زخات غزيرة من الأمطار على معظم المناطق، تكون مصحوبة بالبرد والعواصف الرعدية أحيانًا، مع رياح جنوبية غربية نشطة قد تصل سرعة هبّاتها إلى 50 كم/ساعة، فيما سيكون البحر مائجًا.
وأضافت أن الحالة الجوية ستشتد يوم الخميس مع تعمّق المنخفض فوق فلسطين، ليصبح الطقس باردًا وماطرًا وعاصفًا على مختلف المناطق، مع توقعات باستمرار الأمطار الغزيرة والعواصف الرعدية وتساقط البرد.
وتستمر الظروف الجوية ذاتها يوم الجمعة مع انخفاض طفيف على درجات الحرارة واستمرار الأجواء الماطرة والعاصفة.
انهيارات وغرق محتمل للمخيمات
حذّر المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، من مخاطر كبرى تهدد القطاع خلال اليومين المقبلين، مع اقتراب تأثير منخفض جوي "عميق" على منطقة تعاني أصلًا من دمار واسع وانهيار شامل في البنية التحتية.
وقال بصل، في تصريحات عبر منصة التليغرام"، إن المخيمات ومراكز الإيواء والمباني المتضررة والآيلة للسقوط مهددة بتعرّضها لأضرار جسيمة وانهيارات قد تسفر عن ضحايا، موضحًا أن العديد من مخيمات الإيواء الواقعة في مناطق منخفضة "ستغرق بالكامل" لعدم قدرتها على استيعاب كميات الأمطار المتوقعة.
وأضاف أن القطاع قد يشهد غرقًا واسعًا نتيجة غزارة الأمطار، في وقت يعيش فيه السكان وسط ظروف "لا تحتمل" بسبب انهيار البنية التحتية وتداعيات الحرب، محذرًا من أن الحرب التي تراجعت نسبيًا "تعود اليوم على شكل برد وغرق وسيول وانهيارات".
ودعا المتحدث إلى تحرك عاجل لإدخال الكرفانات وبناء بنية تحتية مؤقتة تؤمّن الحد الأدنى من الحماية للنازحين.
المنخفض القطبي "بيرون" يهدد أكثر من مليون ونصف نازح
وفي السياق ذاته، أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن منخفض "بيرون" القطبي يهدد مئات آلاف العائلات النازحة في القطاع بـ"كارثة مناخية جديدة" خلال 72 ساعة، مطالبًا العالم بإنقاذ السكان ومنع تكرار سيناريوهات الغرق والانهيارات.
وأشار البيان إلى أن المنخفض سيجلب أمطارًا غزيرة وفيضانات وسيولًا، إضافة إلى هبّات رياح قوية قد تقتلع الخيام، وأمواج بحر عالية من شأنها إحداث أضرار كبيرة في مناطق الساحل. وحذّر من تجدد المأساة التي يعيشها أكثر من 1.5 مليون نازح يقيمون في خيام "مهترئة" منذ أكثر من عام دون بدائل حقيقية.
وأكد المكتب، في بيان صحافي، أن جميع المؤشرات تنذر بتداعيات خطيرة ستطال عشرات آلاف العائلات التي تعيش في ظروف لا توفر الحد الأدنى من الحماية من البرد والمطر، مشددًا على أن هذا الواقع المناخي يضاعف من حجم الكارثة الإنسانية الناتجة عن حرب الإبادة والحصار الإسرائيلي.
وحمل المكتب الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تعرض النازحين لمخاطر المناخ، بسبب إغلاق المعابر ومنع إدخال مواد الإغاثة و300 ألف خيمة وبيت متنقل، وغياب الملاجئ البديلة.
وطالب المكتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والدول الصديقة والجهات المانحة بالضغط الفوري على الاحتلال لفتح المعابر، وتوفير احتياجات الطوارئ، وتعزيز قدرات فرق الإنقاذ والإغاثة، وتأمين الحماية للعائلات خلال فترة المنخفض.
وأشار إلى أن قطاع غزة يحتاج إلى نحو 300 ألف خيمة ووحدة سكنية مسبقة الصنع لتأمين المأوى للسكان، في وقت تقدّر فيه الأمم المتحدة تكلفة إعادة إعمار القطاع بنحو 70 مليار دولار بعد عامين من الإبادة التي خلفت أكثر من 70 ألف شهيد و171 ألف جريح.
من جهته، حذّر المتحدث باسم حركة حماس، حازم قاسم، من تداعيات المنخفض الجوي على النازحين، مؤكدًا أن الخيام الحالية "غير صالحة لتحمّل الأمطار أو برد الشتاء"، في ظل استمرار القيود الإسرائيلية على إدخال الوقود ومواد الإيواء.
ودعا قاسم إلى إطلاق "عملية إغاثة عاجلة"، وتوفير مراكز إيواء حقيقية للنازحين، مشددًا على ضرورة إلزام الاحتلال بتطبيق بروتوكولات الإغاثة الإنسانية الواردة في اتفاق يناير وتجديدها في اتفاق أكتوبر.
وقال إن شعب غزة ما زال يتعرض لـ"إبادة مستمرة" من خلال الحصار ومنع إدخال المساعدات وإغلاق المعابر، ما يفرض على المجتمع الدولي مسؤولية أخلاقية وسياسية ملحّة.
على الصعيد الأممي، كان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، قد حذر في 25 نوفمبر الماضي من أن عائلات نازحة في غزة تواجه خطر الفيضانات داخل ملاجئ سيئة التجهيز، مؤكدًا أن السكان "معرضون للخطر بشكل كبير" في ظل سوء الأحوال الجوية الحالية.
وأشار دوجاريك إلى أن القيود الإسرائيلية المستمرة تعيق دخول المساعدات الحيوية وتعطّل عمل منظمات الإغاثة، بما فيها شركاء الأمم المتحدة، ما يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية.

