فلسطين أون لاين

بعد تصفية أبو شباب

تقرير رواد مواقع التواصل الاجتماعي: "أرضنا لا تقبل الخبث وتلفظ العملاء"

...
أبو شاب عمل لمصلحة جيش الاحتلال، وشكل مليشيا مسلحة مارست أعمالاً إجرامية بحق المواطنين والمقاومة
غزة/ أدهم الشريف:

لم تقتصر الفرحة بمقتل العميل ياسر أبو شباب، الذي كان يرأس مليشيا مسلحة تعمل لمصلحة جيش الاحتلال الإسرائيلي، على توزيع الحلوى في مناطق متفرقة من قطاع غزة، بل أشعلت تصفيته مواقع التواصل الاجتماعي، وسط ردود فعل مناوئة لجرائمه وأفعاله.

وأعلن جيش الاحتلال، أول من أمس، رسميًا مقتل أبو شباب في حادثة إطلاق نيران مع مسلحين في المنطقة التي يسيطر عليها شرقي مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، وينطلق منها مسلحوه لتنفيذ مهامهم بأمر من قادة الاحتلال العسكريين.

تهم وجرائم خطرة

وأبو شباب الهارب من سجون الأجهزة الأمنية بغزة منذ بداية حرب الإبادة التي شنها جيش الاحتلال في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، متهم بالاتجار بالمخدرات، ويوصف أنه من الأشخاص الخطيرين.

وبعد انضمامه العلني للعمل لمصلحة جيش الاحتلال، أعلن أبو شباب تشكيل مليشيا مسلحة قادها مع نائبه العميل غسان الدهيني، الذي أصيب أيضًا في حادثة إطلاق النيران ونقل على أثرها بواسطة مروحية إسرائيلية إلى المستشفيات الإسرائيلية للعلاج داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة إبَّان نكبة 1948.

وعملت مليشيا أبو شباب خلال حرب الإبادة التي استمرت سنتين، على سرقة ومصادرة المساعدات الإغاثية، وخاصة الطحين، وبيعه للمواطنين بأسعار فلكية، وشكل ذلك جزءًا من المجاعة القاتلة التي ضربت قطاع غزة وتأثر بها أكثر من مليوني نسمة، وراح المئات منهم ضحية لها.

كما عملت مليشياته أيضًا على احتجاز ومنع وصول شاحنات الوقود إلى مستشفيات غزة، وهو ما ترك تداعيات خطيرة على الأوضاع الصحية للمرضى وجرحى الحرب.

أما المهمة الأخطر لأبو شباب ومليشياته، تمثلت باختطاف عدد من المواطنين من قطاع غزة، وتسليمهم لقوات جيش الاحتلال، ويقبع المختطفين حاليًا في السجون الإسرائيلية وسط ظروف قاسية يعاني منها أسرى قطاع غزة.

وفي تفاصيل حادثة إطلاق النيران، بدأت بعدما توجه أفراد من عشيرة أبو سنيمة التابعة لقبيلة الترابين، إلى أبو شباب في محاولة للإفراج عن أحد أفراد العشيرة المحتجز لديه، لكن طلبهم قوبل بالرفض، وفق ما أفادت به تقارير محلية.

وأصدر مختار عشيرة أبو سنيمة الحاج عطية عودة أبو سنيمة، بيانًا نعى فيه الشهداء الذين شاركوا في تصفية أبو شباب، ووصفهم بأنهم "قدموا أرواحهم الطاهرة دفاعًا عن أهلهم وأرضهم."

وأضاف مختار أبو سنيمة: "لقد سجل أبناؤنا صفحة مشرفة في مسيرة الصمود الفلسطيني، وتركوا أثرًا خالدًا يشهد على ثباتهم وشجاعتهم."

وأورد في البيان أسماء اثنين من المشاركين في قتل أبو شباب، وهما محمود محمد أبو سنيمة، وجمعة محمد أبو سنيمة، اللذان استشهدا مع آخرين من أبناء العشيرة بعد اشتباك مسلح مع عناصر تتبع مليشيا أبو شباب.

وتابع: "تفخر عشيرة أبو سنيمة بأبنائها الذين أثبتوا شجاعة وإرادة لا تلينان في مواجهة الظلم والخيانة، وكان منهم من واجه المدعو ياسر أبو شباب وزمرته، وأرداه قتيلاً، مسطرًا بذلك فصلاً جديدًا من فخر واعتزاز لفلسطين".

ردود الفعل

وانتشر خبر مقتل أبو شباب وإصابة نائبه، كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي.

وكتب محمد قاعود، على حسابه في موقع "فيس بوك" بعد مقتل أبو شباب، "هذه الأرض لا تقبل الخبث، وتلفظ كل العملاء." أما تامر أبو كميل، كتب على حسابه: "المجد للمقاومة والعار للخونة."

أما محمد رياض الحلاق، كما يسمى نفسه على "فيس بوك"، كتب على حسابه: "القصة وما فيها، أن أبو شباب انتهى، ونحن على أبواب مرحلة جديدة إلى الأفضل واستقرار شامل على مستوى غزة والشرق الأوسط."

وكتب رواد ونشطاء على ذات الموقع الشهير، منشورات أكدوا فيها أن العميل أبو شباب لم تقتصر أفعاله على خيانة وطنه، بل قتل مؤخرًا عدد من أبناء قبيلته الذين كان جزءًا منهم محاصرًا في أنفاق رفح.

ونشر صلاح أبو هنديق، على حسابه، أن "مقتل أبو شباب جزء من الحساب المتوقع لكل خائن في هذا الوطن. فحذاء أصغر مقاوم تجرأ عليه أبو شباب وأعوانه في رفح أطهر من كل الخونة والعملاء وأشباه الرجال."

أما الناشط المعروف على مواقع التواصل الاجتماعي، سامي مشتهى، كتب على حسابه في "فيس بوك": "انظروا كيف اجتمع الشعب بكل انتماءاته على الاحتفاء بموت مرتزقة الاحتلال. فمن يخون وطنه تلفظه الأرض، يا ريت بس الجهلاء يتعلموا."

وأضاف في منشوره: "مهما كانت شدة الخلاف بين مكونات الشعب، كله إلا العمالة، هاي برة الحسبة خالص.. فالكل يجتمع ضد الخائن".

كذلك نشر الكاتب المعروف أدهم شرقاوي، على حسابه بعد تصفية أبو شباب: "الحمد لله الذي أراح منه العباد والبلاد، ولعنه الله عليه حيًا وميتًا ويوم يقوم الناس لرب العالمين".

وفي منشور آخر كتب شرقاوي: "حين تخون وطن، لن تجد ترابًا يحن عليك يوم موتك، ستشعر بالبرد حتى وأنت ميت".

وكانت قبيلة الترابين التي كان ينتمي لها أبو شباب، أصدرت بيانًا للرأي العام، أكدت فيه أن "أبناؤها وقفوا دائمًا مع شعبهم وقضيته العادلة، وأنهم لم ولن يكونوا يومًا غطاءً لأي من تجار الفتن أو المتعاونين مع الاحتلال."

وأضافت القبيلة، أن "مقتل ياسر أبو شباب مثَّل بالنسبة لأبناء الترابين نهاية صفحة سوداء لا تعبر عن تاريخ القبيلة ولا عن مواقفها الثابتة."

وأعلنت قبيلة الترابين اصطفافها الكامل إلى جانب المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها، والوقوف مع أهالي غزة في وجه العدوان الإسرائيلي، مشددة على رفضها لمحاولة استغلال اسم القبيلة أو أفرادها في تشكيل ميليشيات أو مجموعات تعمل لصالح الاحتلال وتخدم مشاريعه.

 

المصدر / فلسطين أون لاين