فلسطين أون لاين

زاوية جروح النزوح

الجرح السابع والخمسون: انقطاع الكهرباء عن غزة

تلجأ الدول المتغطرسة لاستخدام وسائل الحياة للضغط على أعدائها لتحقيق أهدافها ودفع عدوها للاستسلام من خلال اشعار المواطنين بأن احتياجاتهم الأساسية المباشرة قد مسها السوء.

في حالتنا الفلسطينية وصراعنا مع الاحتلال لم يذخر عدونا أسلوباً إلا استخدمه للضغط على الشعب ودفعه للتنازل عن حقه في الحرية والاستقلال.

بالعودة للعنوان (انقطاع الكهرباء عن غزة) فمنذ فوز حماس بالانتخابات التشريعية 2006، لجأ الاحتلال للتضييق على الشعب في غزة من خلال تدمير الحصار وتدمير المرافق العامة والبنى التحتية ومنها شركة الكهرباء، فلم تعد محطة توليد الكهرباء تعمل كما كانت، بل انقطعت الكهرباء عن غزة لمدة طويلة، وقضى خلقٌ كثيرٌ نحبهم نتيجة اللجوء للبديل "الشموع".

ونتيجة للضغوط الدولية على الاحتلال سمح بتزويد غزة بالسولار لتشغيل محطات توليد الكهرباء، فبدأت تتحسن تدريجيا ،6ساعات وصل ومثلها فصل، وأحيانا تزيد وصلاً وفصلاً، وهذا كان له انعكاسات سلبية على مناحي الحياة؛ لأن كل شيء مرتبط بالكهرباء وجوداً وعدماً، قوةً وضعفاً.

 ومع بدء عدوان اكتوبر2023 ضرب الاحتلال كل المرافق التي يستفيد منها الناس منها شبكات الكهرباء وفصلها عن الشعب، ولك أن تتخيل أن غزة منذ ذلك الحين لا يوجد بها كهرباء، وكأننا في العصر الحجري.

 ما معنى أن تكون بلا كهرباء؟

وجود الكهرباء ليس ترفاً، وغيابها ليس سهلاً، بل كارثة في كل المجالات، فمن الناحية الصحية إن غياب الكهرباء يعني تعطل الأجهزة الطبية عن العمل، وتأثر العمليات الجراحية سلباً، وموت كثير من الاطفال نتيجة نقص التدفئة في المشافي، ومن الناحية التجارية توقف الشركات والمؤسسات والمصانع التي تعمل بالكهرباء؛ لأنها تحتاج الكهرباء لتشغيل الأجهزة لصناعة المأكولات والمشروبات والملبوسات وباقي احتياجات الناس، أما من الناحية الزراعية توقف عمل الزراعة واستخراج المياه من الأرض الزراعة يعتمد ع تشغيل الآبار بالكهرباء، كما ان انقطاع الكهرباء أثر على قطاع التكنلوجيا والاتصالات والانترنت الذي هو قائم بالأصل على الكهرباء، كما أثر على عمل البلديات التي تقدم خدماتها للناس من خلال الكهرباء.

عامان مرا على غزة دون كهرباء وما تبع ذلك من كوارث خلت على غزة نتيجة ذلك الغياب، لدرجة ان المواطن يعاني من شحن الجوال وجهاز الانارة الذي يستخدمه اثناء الليل خاصة كبار السن، وكثير ما تعرض منهم للوقوع في الطريق لعدم وجود الانارة.

نسأل الله عزوجل ان ينتقم لنا ممن ظلمنا وحرمنا النور.

المصدر / فلسطين أون لاين