فلسطين أون لاين

تصاعد اعتداءات الاحتلال والمستوطنين في الضفة والقدس يهدد بانفجار شامل

...
صورة من الأرشيف
غزة/ محمد أبو شحمة:

تشهد الضفة الغربية والقدس المحتلتان تصاعدًا خطيرًا في اعتداءات جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين، مع تغوّل يومي على السكان الفلسطينيين، ومصادرة للأراضي، واقتحامات متواصلة للقرى والمدن، وسط صمت دولي وتراخٍ واضح من المجتمع الدولي.

وكان من أبشع جرائم الاحتلال في الضفة الغربية إعدام الشابين المنتصر بالله محمود قاسم عبد الله (26 عامًا)، ويوسف علي يوسف عصاعصة (37 عامًا)، في منطقة جبل أبو ظهير بمدينة جنين، واحتجاز جثمانيهما.

واقتحمت قوات الاحتلال، أول من أمس، مقرّي "لجان العمل الزراعي" في حي سطح مرحبا بمدينة البيرة، وفي مدينة الخليل، وأغلقتهما.

وبالتزامن مع انتهاكات الاحتلال، تتصاعد أيضًا اعتداءات المستوطنين على القرى في شمال الضفة الغربية، مثل برقة وبيتا ودوما؛ حيث أُحرقت منازل، واقتُلعت أشجار، وتعرض الأهالي لاعتداءات مباشرة بحماية من جنود الاحتلال.

وفي الوقت نفسه، تواصل قوات الاحتلال تنفيذ عمليات دهم واعتقال يومية، خاصة في جنين وطولكرم ونابلس، مستخدمة الرصاص الحي والطائرات المُسيّرة، ما أسفر عن وقوع إصابات وشهداء، بينهم أطفال ونساء.

وفي القدس المحتلة، أقام مستوطنون بؤرة استيطانية جديدة شرق بلدة مخماس شمال شرق المدينة، ونصبوا بيوتًا متنقلة، وبدأوا تجهيز بنية تحتية على أراضٍ تعود لأهالي البلدة، بحماية قوات الاحتلال التي اقتحمت المنطقة وانتشرت في شوارعها وأحيائها.

كذلك، تتواصل اقتحامات المسجد الأقصى من قبل جماعات المستوطنين، في ظل تشديد أمني على المصلين الفلسطينيين، ومنع الكثيرين منهم من الوصول إليه.

واعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، في بيان صحفي، أن تصعيد جيش الاحتلال لاقتحاماته وحملات الاعتقال، وإجبار الأهالي على إخلاء منازلهم في الضفة الغربية المحتلة، إلى جانب تغوّل المستوطنين واعتداءاتهم، يشكّل "جرائم حرب موصوفة"، داعية المجتمع الدولي ومؤسساته إلى التحرك العاجل لوقفها.

من جانبه، أكد الكاتب والخبير في الشأن الإسرائيلي سليمان بشارات أن عمليات تفتيش المنازل وتقطيع أوصال الأحياء السكنية في الضفة الغربية المحتلة، إلى جانب التصعيد الإسرائيلي، تدل على أن الاحتلال يعمل على تهيئة جيشه ميدانيًا ونفسيًا للتعامل مستقبليًا مع سكان الضفة، معتبرًا أننا أمام مرحلة اختبار تسعى خلالها إسرائيل إلى تنفيذ رؤيتها الأمنية والسياسية تجاه الضفة الغربية.

وقال بشارات لـ"فلسطين" إن "التصعيد الحالي في السلوك الإسرائيلي يهدف إلى فرض السيطرة وترويض الحالة الفلسطينية، لكنه في المقابل سيولّد ردّات فعل قوية لدى المواطنين، ويخلق بيئة خصبة لنمو حالة المقاومة، لا سيما في المناطق القريبة من التجمعات العسكرية والمستوطنات، التي قد تتحول إلى نقاط اشتباك دائمة".

وأضاف: "سياسات الاحتلال عبر التاريخ أثبتت نتائج عكسية، إذ لم تحقق الأهداف التي يسعى إليها جيش الاحتلال، بل على العكس ساهمت في تعزيز روح المقاومة لدى الفلسطينيين".

وأشار إلى أن الاحتلال يعتقد أن الظروف السياسية والإقليمية والدولية الحالية منشغلة بأولويات أخرى غير القضية الفلسطينية، ويرى أن هذه اللحظة مواتية لفرض وقائع جديدة على الأرض، ثم الانتقال إلى مرحلة التفاوض من موقع قوة.

وبيّن أن دولة الاحتلال تحاول استغلال الذرائع الأمنية لتبرير استمرار التصعيد ضد المواطنين في الضفة والقدس، ومصادرة عشرات آلاف الدونمات من الأراضي، في الوقت الذي تعمل فيه على تهيئة الرأي العام الدولي لتقبّل هذه الممارسات، مستندة إلى قناعة بأن المجتمع الدولي لن يمارس ضغطًا حقيقيًا على سياساتها في الأراضي المحتلة.

 

المصدر / فلسطين أون لاين