قائمة الموقع

من جنين إلى طوباس.. تمدد عسكري يكشف ملامح مخطط إسرائيلي لتفكيك الضفة

2025-12-02T18:38:00+02:00
صورة من الأرشيف
فلسطين أون لاين

تمثّل عملية الاحتلال العسكرية المتصاعدة في شمال الضفة الغربية، التي امتدت أخيرا إلى مدينة طوباس، حلقة جديدة في سلسلة عمليات يبدو أنها تتجاوز الطابع الأمني التقليدي نحو أهداف استراتيجية أوسع.

الخبير العسكري يوسف الشرقاوي يرى أن هذه العمليات قد تكون خطوة فعلية لضم الضفة الغربية تحت عنوان "اجتثاث جيوب المقاومة"، لكنها في جوهرها تعمل على إعادة هندسة الضفة جغرافيا وديموغرافيا بدءا من الشمال، عبر تدمير البنى السكانية للمخيمات والتجمعات الفلسطينية، بما يمهد لتسهيل السيطرة على الأرض وحشر السكان في معازل تخدم المخطط الإسرائيلي طويل المدى.

ويشير الشرقاوي لصحيفة "فلسطين"، إلى أن ما يحدث في جنين وطولكرم وطوباس ليس سوى مراحل متتالية في عملية ستتوسع نحو نابلس وسلفيت وربما كامل الضفة، في إطار مخطط يستنزف الأرض والإنسان معا.

 طوباس في قلب المخطط

وبحسب الخبير في الشؤون الإسرائيلية نزار نزال، فإن العملية التي بدأت في جنين منذ 19 يناير وتطورت وصولا إلى طوباس ليست مجرد رد أمني، بل تحد مباشر للمجتمع الدولي بعد الاعتراف بدولة فلسطين.

ويضيف أن (إسرائيل)، التي "أصابها الجنون السياسي" قررت الرد على الاعتراف الدولي عبر تمزيق أوصال الدولة الفلسطينية المستقبلية ميدانيا.

ويؤكد نزال لصحيفة "فلسطين"، أن ما يجري يحمل ثلاثة أبعاد رئيسية، غزل سياسي لليمين الإسرائيلي المتطرف لضمان دعمه لمخططات نتنياهو في غزة، ويمثل قتل حل الدولتين عمليا عبر تفتيت الجغرافيا الفلسطينية البعد الثاني، ويركز الثالث على تعزيز السيطرة على الأغوار الشمالية بوصفها منطقة حيوية في الاستراتيجية الأمنية الإسرائيلية.

ويرى خبير الشؤون الإسرائيلية، أن التمدد العسكري نحو طوباس رسالة واضحة للسلطة الفلسطينية بأن "من يحكم فعليا على الأرض هم الإسرائيليون وليس الفلسطينيين".

تفكيك البنية الفلسطينية

تسارعت العمليات العسكرية حتى عاد جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس، لاقتحام طوباس وعقابا بعد 24 ساعة فقط من انسحابه، في إشارة إلى مرحلة جديدة من الاستنزاف الميداني.

الشرقاوي يشير إلى أن هذه العمليات تهدف أيضا إلى تصفية جيوب المقاومة في شمال الضفة، في ظل غياب المقاومة الشعبية أو السلمية إلى حد شبه كامل، نتيجة اعتماد السلطة على ما يصفه بـ"وعود دولية" مقابل الحفاظ على الصمت تجاه العمليات العسكرية.

أما نزال فيرى أن الاحتلال لم يعد يستهدف الأرض والإنسان فحسب، بل باتت عملياته تطال المؤسسات الفلسطينية الحيوية من أجهزة الشرطة إلى النظام المصرفي والمالي، ضمن عملية تفكيك طويلة الأمد مدعومة بقوانين الكنيست وغطاء سياسي وعسكري واسع.

وفي ظل هذا المشهد، يتفق الخبراء على أن الضغط المتصاعد على الفلسطينيين سيؤدي إلى انفجار محتمل، إذ "لا يمكن للشعب الفلسطيني أن يبقى مكتوف الأيدي أمام ما يواجهه".

 

 

 

 

اخبار ذات صلة