قائمة الموقع

هل سدّت غزة الذرائع؟

2025-11-27T10:11:00+02:00
فلسطين أون لاين

أطلقت غزة سراح الجنود الإسرائيليين الأسرى لديها، ونبشت بأظافرها عن جثث الجنود الإسرائيليين القتلى، وسلمتهم للصليب الأحمر الدولي، والتزمت بكل بنود اتفاقية شرم الشيخ، التي هلل لها الرئيس الأمريكي وطبل، واستدعى على عجل أكثر من عشرين رئيس وأمير وملك لحضور حفل إشهار وقف إطلاق النار، فماذا جرى بعد ذلك؟ وأين هو وقف إطلاق النار؟ وأهل غزة ممدودة أعناقهم تحت المقصلة الإسرائيلية، وفوق نطع الانتظار بلا أفق سياسي؟

لقد سئمت غزة الانتظار، بعد أن سدت كل الذرائع التي وجد بها البعض مبرراً للعدو الإسرائيلي ليواصل حرب الإبادة على أهل غزة، سدت غزة الذرائع، لتقطع شك البعض باليقين بأن الأفعال العدوانية للعدو الإسرائيلي لا تحتاج إلى حجة أو ذريعة أو مبرر ليواصل عدوانه على المدنيين في غزة، فالقتل وشرب الدماء والعبث بأشلاء الشهداء ليس طبعاً إسرائيلياً، وإنما مدرسة فكرية وسياسية وعقيدة إيديولوجية قامت عليها دولة العدو، منذ تلك السنة البعيدة من القرن الثامن عشر، يوم وطأت أول قدم صهيونية أرض فلسطين.

مواصلة العدو الإسرائيلي عدوانه على أهل غزة لا تتحمل مسؤوليته المقاومة الفلسطينية، وإنما تقع المسؤولية هنا على كل أولئك الشهود الذين صفقوا لاتفاقية وقف إطلاق النار في شرم الشيخ، وكلهم دول عربية وإسلامية وازنة، وقادرة على فرض إرادة العدل والحق والمنطق على الإدارة الأمريكية؛ إذ تكفي صرخة عضب واحدة من رئيس دولة عربية أو إسلامية واحدة، لتقلب موازين السياسة الأمريكية في المنطقة، وتفرض على العدو الإسرائيلي أن يوقف عدوانه، وأن يبدل من سياسته القائمة على تهميش دول المنطقة، طالما لا يغضبون، ولا يثورون، ولا يصرخون من وجعٍ، ولا يتألمون، هذا الصمت المريب شجع العدو الصهيوني على تهشيم أكبر رأس تفكر في رفع عصا التمرد والمقاومة ضد العدوان الصهيوني.

 الدول العربية قادرة لو أرادت، وتتملك القوة المادية والروحية، فكيف وقد صار لها شركاء في رفض العدوان الإسرائيلي على أهل غزة من الدول الإسلامية؟ وقد تحركت شعوبها مطالبة بوقف المحرقة في غزة، ووضع حدٍ للعدوان الإسرائيلي على الأرض الفلسطينية، وأزعم أن هذا هو الحد الأدنى للشعوب العربية، التي ما انفكت تحلم بتحرير كامل تراب فلسطين، وتتمنى القضاء على الصهيونية، وتنتظر اللحظة الفارقة من تاريخ الأمة، تلك اللحظة التي تتساقط فيها الصواريخ العربية من كل الجبهات على رأس العدوان الإسرائيلي، وما هذا ببعيد.

اخبار ذات صلة