فلسطين أون لاين

تقارير تكشف جرائم الدعم السريع بالفاشر ودعوات لتصنيفها "إرهابية"

...
الفاشر
متابعة/ فلسطين أون لاين

سلطت صحف ومواقع عالمية الضوء على تطورات الأوضاع الإنسانية في مدينة الفاشر السودانية عقب تصاعد المعارك هناك، وسط دعوات دولية لتصنيف قوات الدعم السريع "منظمة إرهابية".

وأبرزت صحيفة "الغارديان" البريطانية تصريحات سفير السودان في مصر عماد الدين مصطفى عدوي، الذي دعا المجتمع الدولي إلى تصنيف قوات الدعم السريع "منظمة إرهابية"، متهما إياها بارتكاب جرائم حرب في مدينة الفاشر ورفض الحكومة السودانية التفاوض معها.

وأشارت الصحيفة إلى تقرير منظمة الهجرة الدولية الذي أفاد بأن أكثر من 36 ألف سوداني فروا من الفاشر منذ السبت الماضي، ويتوجه معظمهم سيرا على الأقدام إلى مدينة طويلة غرب الفاشر التي تؤوي بالفعل أكثر من 652 ألف نازح.

أما صحيفة "الإندبندنت" البريطانية فقد نقلت شهادات صادمة من سكان الفاشر حول اعتداءات جنسية ارتكبها مقاتلو الدعم السريع بحق المدنيين، وتنقلهم من منزل إلى آخر لارتكاب تلك الجرائم.

وذكرت الصحيفة أن الأهالي لجؤوا إلى مخابئ تحت الأرض قبل سقوط المدينة، هربًا من الطائرات المسيّرة والقذائف التي استهدفت ملاجئ النازحين والعيادات والمساجد.

وحذّرت "الإندبندنت" من أن سقوط الفاشر ينذر بمرحلة جديدة من الحرب الوحشية في السودان، مشيرة إلى أن مصير نحو 200 ألف شخص ما زال مجهولا، يُعتقد أنهم محاصرون داخل المدينة.

وفي السياق، أعلن مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، الاثنين، عن اتخاذ خطوات فورية لجمع الأدلة بشأن الجرائم في مدينة الفاشر غربي السودان، تمهيدًا لاستخدامها في ملاحقات قضائية مستقبلية.

وأعرب المكتب في بيان عن قلقه العميق من التقارير التي تتحدث عن عمليات قتل جماعي واغتصاب خلال هجمات نفذتها قوات الدعم السريع، مشيرًا إلى أن هذه الأفعال قد ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بموجب نظام روما الأساسي.

وأوضح البيان أن التحقيق يأتي في إطار الولاية الممنوحة للمحكمة بموجب قرار مجلس الأمن رقم 1593 لعام 2005، الذي منحها صلاحية النظر في الجرائم المرتكبة في إقليم دارفور.

ودعا مكتب المدعي العام جميع الأفراد والمنظمات إلى تقديم المعلومات والأدلة المتوفرة حول الجرائم الأخيرة أو السابقة في الفاشر، مؤكدًا استمرار التحقيقات في الانتهاكات المرتكبة منذ اندلاع القتال في نيسان/أبريل 2023.

وقالت وزيرة الدولة للرعاية الاجتماعية السودانية سليمى إسحاق إن "قوات الدعم السريع" قتلت نحو 300 امرأة واغتصبت 25 في مدينة الفاشر جنوب غربي البلاد، ضمن "تطهير عرقي ممنهج".

إنسانيًا، قالت منسقة الأمم المتحدة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية في السودان دينيس براون، إن "الدعم الإنساني مقطوع فعليا عن المدنيين في مدينة الفاشر منذ أكثر من 500 يوم"، في حين تؤكد تقارير موثوقة وقوع إعدامات ميدانية بحق المدنيين في المدينة وأثناء محاولتهم الفرار من القتال.

وأضافت براون في تصريحات صحفية لموقع الأمم المتحدة أن قوات الدعم السريع تحرم المدنيين في الفاشر من الوصول إلى الغذاء والمساعدات الإغاثية، وهو ما يعادل استخدام التجويع كسلاح حرب، مما يزيد من أهمية توثيق الانتهاكات لتحقيق العدالة والمساءلة في المستقبل.

وأردفت قائلة "الفاشر هي إحدى بؤر الصراع والعنف، ولدينا فريق إنساني كبير، يضم شركاء محليين ووطنيين ودوليين، في منطقة طويلة، التي تبعد حوالي 50 كيلومترا عن المدينة، ولكننا لم نتمكن من الوصول إلى الفاشر لأكثر من 500 يوم، وهذا يعني عمليا أن قوافل المساعدات الإنسانية منعت فلا طعام يدخل، ولا إمدادات طبية، ولا مياه شرب نظيفة، فعليا لم يدخل أي دعم".

وأعربت المسؤولة الأممية عن قلقها مما يبدو أنه "نمط يتشكل من السيطرة على المدن كحصن محصّن، حيث لا يستطيع أحد الدخول أو الخروج، بما في ذلك المدنيون"، وجددت دعوة الأمم المتحدة لتأمين وصول العاملين الإنسانيين الذين ليست لديهم أي أجندة سياسية.

وأشارت إلى أن الأمم المتحدة تلقت تقارير موثوقة عن إعدامات لمدنيين أثناء محاولتهم الفرار من القتال في الفاشر، كما تلقت تقارير لم نتمكن من تأكيدها بعد عن عمليات قتل جماعي.

وقالت نقابة أطباء السودان إن 177 ألف شخص مازالوا محاصرين في مدينة الفاشر، وأكدت أن ما جرى بالفاشر أعمال "تُمثل إبادة جماعية وتطهيرا عرقيا ممنهجا وجرائم حرب مكتملة الأركان".

وأوضحت النقابة أن تقارير فرقها الميدانية تشير إلى أن أعداد الضحايا في الفاشر تقدر بالآلاف في ظل صعوبة الاتصال وانعدام الأمن، وأضافت "قتل 2000 مدني بالساعات الأولى لدخول الدعم السريع للفاشر، وتمت تصفية أبرياء بحرقهم أحياء، في حين يقدر أن 177 ألف مدني ما زالوا محاصرين ويُعتقد أن غالبيتهم تعرضوا لعمليات قتل جماعية وتم حرق من خرجوا بسياراتهم أحياء داخلها".

وبعدما بسطت سيطرتها على مدينة الفاشر الأحد الماضي، باتت قوات الدعم السريع تسيطر على كامل دارفور، وهي منطقة شاسعة في غرب السودان تُغطي ثلث مساحة البلاد.

وبذلك، باتت قوات الدعم تسيطر مع حلفائها على غرب السودان وأجزاء من الجنوب، في حين يسيطر الجيش السوداني على مناطق شمال وشرق ووسط البلاد الغارقة في الحرب منذ أكثر من عامين.