قائمة الموقع

تفاصيل حول مخطط أمريكيّ "سريّ" لاختطاف الرئيس الفنزويلي

2025-11-04T16:56:00+02:00
الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو

كشف موقع "كوريري ديلا سيرا" الإيطالي عن تفاصيل ما وصفها بـ"حرب الظلال" التي تشنّها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) ضد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، عبر خطط سرّية تشمل محاولة شراء ضباط طيّارين لاختطاف الرئيس، وفبركة تفجير ضد المدمّرة الأمريكية "غريفلي" لتبرير ضربة عسكرية.

وأوضح التقرير، أن الحملة الأمريكية تتضمّن عمليات استخبارية ميدانية واعتراض اتصالات وتعقّب للزوارق السريعة، إلى جانب اختراقات محتملة داخل المؤسسة العسكرية والسياسية في كاراكاس، بدعم مباشر من وزارة الدفاع الأمريكية.

وأشار إلى أن خطة تجنيد ضابط الطيران بيتنر فياريال لاختطاف طائرة مادورو فشلت، بينما تعمل واشنطن على إحياء سيناريوهات انقلاب وتمرد داخلي، وسط تشكيك متزايد من الكونغرس الأمريكي بشأن شرعية ضربات البحرية الأمريكية ضد قوارب يُزعم أنها "مهربة".

ولفت التقرير إلى، أن هذه العمليات تعيد إلى الأذهان سجلّ واشنطن الطويل في التدخلات بأمريكا اللاتينية، من عملية كوندور إلى غزو خليج الخنازير ودعم الكونتراس في نيكاراغوا، مؤكداً أن "الماضي يعود اليوم بثوب استخباراتي جديد في فنزويلا".

وفي تقرير سابق، كشفت وكالة أسوشيتد برس الأميركية، عن تفاصيل خطة سرية وضعها عميل فيدرالي أميركي لاختطاف الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، في عملية وصفتها بأنها "أشبه بأفلام الجاسوسية".

وبحسب التحقيق، فإن العميل الفيدرالي إدوين لوبيز، عرض على بيتنير فيلغاس، كبير طياري مادورو، ثروة مالية ضخمة مقابل تحويل مسار الطائرة الرئاسية إلى مكان يمكن فيه اعتقال الرئيس الفنزويلي من قِبل السلطات الأميركية.

وأوضحت الوكالة أن تفاصيل الخطة، التي فشلت في النهاية، جُمعت من مقابلات مع ثلاثة مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين، إضافة إلى معارض فنزويلي، جميعهم طلبوا عدم الكشف عن هويتهم.

وتعود بداية الخطة إلى إبريل/نيسان 2024، عندما تلقّى لوبيز معلومات من مخبر في السفارة الأميركية في جمهورية الدومينيكان حول وجود طائرتين رئاسيتين فنزويليتين تخضعان لإصلاحات هناك، وهو ما أثار فضوله.

وبحسب التحقيق، حاول لوبيز إقناع أحد الطيارين، وتحديدًا فيلغاس، بالتعاون معه، بعدما علم أنه الطيار الدائم للرئيس مادورو وعضو في حرس الشرف الرئاسي، وله علاقة ثقة مباشرة مع الرئيس.

وخلال لقاء مسجل، بدأ لوبيز حديثًا ودّيًا مع فيلغاس عن عمله وخبراته، قبل أن يعرض عليه الصفقة السرية قائلاً إنه سيصبح ثريًا وبطلاً لفنزويلا إذا ما ساعد في نقل مادورو سرًّا إلى الولايات المتحدة.

لكن الطيار الفنزويلي لم يستجب، واكتفى بإعطاء رقم هاتفه قبل أن يتوقف عن التواصل رغم محاولات متكررة من لوبيز عبر تطبيقات المراسلة.

وعندما أعلنت وزارة العدل الأميركية جائزة مالية قدرها 50 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقال مادورو، أرسل لوبيز رسالة جديدة للطيار قال فيها: "لا يزال هناك وقت لتكون بطلاً وتقف في الجانب الصحيح من التاريخ"، إلا أنه لم يتلقَّ ردًّا.

في وقت لاحق، حاول لوبيز وآخرون في المعارضة زعزعة ثقة النظام بمادورو عبر نشر تهنئة بعيد ميلاد فيلغاس على منصة "إكس" أرفقت بصورته مع العميل الأميركي، ما أدى إلى عودة مفاجئة لطائرة مادورو بعد دقائق من إقلاعها من كاراكاس.

وبعد جدل واسع، ظهر فيلغاس بعد أيام على التلفزيون الفنزويلي الرسمي مرتديًا بزّته العسكرية، في مقابلة مع وزير الداخلية ديوسدادو كابيلو، الذي أشاد بولائه ووصفه بأنه وطني مخلص لا يُشترى.

وأثارت الواقعة، بحسب الوكالة، مخاوف من استمرار محاولات واشنطن لإسقاط حكومة مادورو بوسائل غير تقليدية، في ظل التوتر القائم بين البلدين والعقوبات الأميركية المفروضة على فنزويلا.

اخبار ذات صلة