تستضيف العاصمة المصرية القاهرة، اليوم الخميس، اجتماعات حاسمة بين الفصائل الفلسطينية، ضمن الجهود المبذولة للتوصل إلى توافق وطني حول تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي تم التوصل إليه في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الجاري ضمن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وذكرت قناة القاهرة الإخبارية أن المباحثات تهدف إلى تحقيق توافق فلسطيني حول آليات تنفيذ المرحلة المقبلة من الاتفاق، مشيرة إلى أن مصر تكثف اتصالاتها مع واشنطن لتثبيت وقف إطلاق النار وتحقيق ما وصفته بـ"السلام العادل في المنطقة".
وبحسب مصادر مصرية وأخرى في حركة حماس، فإن القيادات الفلسطينية ستعقد اجتماعًا موسعًا بمشاركة ممثلين عن جهاز المخابرات العامة المصرية، إلى جانب اجتماع ثنائي بين قيادتي حماس وفتح، لبحث الملفات السيادية المرتبطة بسلاح المقاومة، وإدارة قطاع غزة خلال المرحلة الانتقالية.
ونقلت المصادر عن الفصائل الفلسطينية أن النقاش يتركز حول كيفية صياغة برنامج وطني توافقي يضمن تجاوز مقترحات "الوصاية الدولية" التي تُطرح ضمن المرحلة الثانية من اتفاق وقف الحرب في غزة. وأكدت الفصائل وجود إجماع وطني على رفض فكرة الوصاية الدولية، محذّرة من أن أي قبول فلسطيني منفرد بها سيُعد خروجًا عن الإجماع الوطني.
في المقابل، أوضحت المصادر أن حماس تتبنى رؤية وطنية تقوم على التوافق الداخلي بشأن سلاح المقاومة وصياغة موقف فلسطيني موحد تجاه الدولة الفلسطينية، فيما تشدد القاهرة على أهمية اتفاق شامل ومتزامن يشمل الجوانب الإنسانية والأمنية والسياسية لضمان استقرار الأوضاع في القطاع.
وفي الإطار ذاته، أفادت مصادر فصائلية بأن جولة من اللقاءات انطلقت أمس في القاهرة، بمشاركة حركات حماس، الجهاد الإسلامي، الجبهة الشعبية، الجبهة الديمقراطية، المبادرة الوطنية، الجبهة الشعبية–القيادة العامة، وتيار الإصلاح الديمقراطي لحركة فتح (بقيادة محمد دحلان)، وذلك ضمن جهود مصرية لتقريب وجهات النظر بين القوى الفلسطينية حول ملامح المرحلة الثانية من الاتفاق.
وأضافت المصادر أن حركة فتح الرسمية لن تشارك في هذه اللقاءات، حيث يقتصر وفدها، الذي يضم عضو اللجنة المركزية حسين الشيخ ورئيس جهاز المخابرات ماجد فرج، على لقاء رئيس جهاز المخابرات المصري حسن رشاد، دون المشاركة في الاجتماعات الجماعية.
وأكدت مصادر مطلعة أن القاهرة تواصل دورها كضامن رئيسي للاتفاق، بالتنسيق مع الدوحة وواشنطن، معتبرة أن نجاح المرحلة الثانية يشكل عاملًا حاسمًا لمستقبل العملية السياسية بأكملها.
وتعمل مصر، وفقًا للمصادر ذاتها، على تحديد جدول زمني لاستئناف المفاوضات في العاصمة القطرية الدوحة خلال الأيام المقبلة، في ظل مخاوف من انهيار اتفاق شرم الشيخ إذا لم يتم تنفيذ الالتزامات المتوازية من جميع الأطراف.
وتؤكد القاهرة أن أي فشل في تنفيذ بنود المرحلة الثانية قد يؤدي إلى تصعيد جديد في غزة، ولذلك تتركز جهودها الدبلوماسية على تثبيت وقف إطلاق النار وفتح مسار سياسي شامل يضمن إعادة الإعمار وعودة الاستقرار إلى قطاع غزة والمنطقة بأسرها.

