فلسطين أون لاين

لا مسؤولية لحماس عن نزف الدم في غزة

وافقت حركة حماس على خطة ترامب، وأوقفت إطلاق النار، ولم تعط للعدو الإسرائيلي أي مبرر لمواصلة حرب الإبادة الجماعية ضد أهالي قطاع غزة، وتخوض حركة حماس مفاوضات شاقة مع العدو الأمريكي ومن ثم الإسرائيلي حول مستقبل قطاع غزة، والإدارة العربية أو لجنة التكنوقراط التي ستشرف على إدارة قطاع غزة، وتباشر الإعمار ورفع الحصار.

اتفاق وقف إطلاق النار يعني انتهاء دور حركة حماس العسكري في هذه المرحلة، ونزع الذرائع من العدو الإسرائيلي لمواصلة العدوان، وعليه فإن أي عملية إرهابية إسرائيلية ضد المدنيين في قطاع غزة لا تتحمل مسؤوليتها حركة حماس، وليس المطلوب من حركة حماس أن تتحرك، وأن تناشد الوسطاء، وأن تتصل بالأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، فهذه ليست من صلاحية تنظيم فلسطيني بعينه، ولا يوجد اعتراف دولي أو عربي بحركة حماس ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب الفلسطيني، رغم إقرار الجميع أن حركة حماس تمثل وجدان الشعب الفلسطيني، ونبض الحرية للشعوب العربية.

مواصلة العدو الإسرائيلي قتل المدنيين في غزة، رغم وقف إطلاق النار فعل إرهابي متعمد، تتحمل مسؤولية التصدي له قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، وبغض النظر عن مكان قتل الفلسطينيين؛ سواء أكانوا في جنين أو نابلس أو الخليل أو غزة أو خان يونس، مسؤولية التصدي للعدوان، ومواجهة آلة البطش الصهيوني مسؤولية القيادة الفلسطينية، وعلى رأسها السيد محمود عباس رئيس السلطة، فهذا من صلب واجباته الإنسانية، إن لم يكن من واجباته الوطنية، والبقاء خارج مربع الفعل والحضور بعيداً عن مشهد المحرقة، لا يعفي رئيس السلطة من المسؤولية، ولا يسمح له بأن يكون آخر من يعمل، وآخر من يعلم، في الوقت الذي يتوجب عليه ـ بحكم موقعه السياسي ـ أن يعرف أدق تفاصيل الإرهاب الإسرائيلي، وان يتخذ موقفاً.

مواصلة صمت القيادة الفلسطينية، ومواصلة غيابها عن المذابح بحق الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية لن يعطيها صك براءة من الدم الفلسطيني، فطالما كنتم في موقع القيادة، فأنتم في دائرة المحاسبة والمساءلة، وما دون ذلك، استقالتكم أشرف لكم، وخروجكم من واجهة القيادة لشعب يتعرض للذبح على مدار الوقت، قد يكون أنجى لشعب تتعرض أرضه للاستيطان والاستقواء الصهيوني، ويتعرض شعبه لحرب الإبادة دون رادع أو مانع.

الشعب الفلسطيني لن يتسامح، ولن يغفر، ولن ينسى كل من تخلى عنه في الشدائد، ومن آثر مصالحه الشخصية على المصلحة الوطنية العليا. الشعب الفلسطيني أكثر شعوب الأرض إحساساً بالغبن والظلم، ولن يتساهل في يوم من الأيام مع أولئك الذين التزموا الصمت في ظل المحرقة، ووفروا بصمتهم الغطاء السياسي للمحرقة.

الشعب الفلسطيني شعب التضحيات والبطولات والمواجهات، لن يطول صمته وصبره وانتظاره، وهو يرى دماءه ترسم علم فلسطين في الآفاق، وعلى مستوى العالم، في الوقت الذي تحتجب قيادته خلف سحب العجز.

 ملحوظة:
في الوقت الذي اشترينا ـ نحن أهل غزة ـ كيلو الطحين بخمسين دولار أمريكي، كي نوفر بضع لقيمات لأولادنا، كانت بعض العصابات تسرق الشاحنات، وتخفيها عن السوق، حتى تراكم لدى بعضهم 40 ألف شوال طحين، والهدف هو استكمال حرب التجويع ضد أهل غزة.

فالعدو الإسرائيلي كان يدّعي ـ أمام وسائل الإعلام ـ أنه فتح المعابر، وأدخل المساعدات، ليقوم عملاؤه بسرقة الشاحنات، وإخفاء الطجين في الظلمات. في ذلك الوقت من التجويع التزمت الرئاسة الفلسطينية والقيادة في رام الله الصمت، وانتظرت بتحفزٍ انكسار غزة، وخروج أهلها ضد المقاومة.

وعندما صمدت غزة، ولم تنكسر، وصارت المحاسبة لمن كان سبباً في تجويع الناس، هبت الرئاسة والقيادة في رام الله تصرخ ضد ضبط الأمن في غزة باسم العدالة والحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان... فإلى متى هذا البهتان والخذلان والطغيان؟

المصدر / فلسطين أون لاين