أكد المتحدث باسم الدفاع المدني الفلسطيني، محمود بصل، أن الشهيدة غادة رباح قُتلت عمدًا بعد أن تركها الاحتلال تنزف لساعات دون السماح لطواقم الإنقاذ بالوصول إليها، رغم مناشداتها المتكررة ووضوح موقعها بعد الاستهداف الأول لمنزلها.
وأوضح بصل، في منشور لها عبر "الفيسبوك" اليوم الجمعة، أن الشهيدة كانت على قيد الحياة عقب القصف الأول، وتواصلت مع أكثر من جهة طلبًا للمساعدة، غير أن قوات الاحتلال رفضت التنسيق للسماح بمرور طواقم الإنقاذ إلا بعد 72 ساعة، وعندما وصل الفريق إلى الموقع كان المنزل قد تحول إلى ركام بالكامل.
وأضاف أن طواقم الدفاع المدني تمكنت بعد ثلاثة أسابيع من انتشال جثمان الشهيدة بعد جهدٍ استمر لساعات في ظروف إنسانية بالغة الصعوبة.
وشدد المتحدث باسم الدفاع المدني، أن جميع الأدلة الميدانية تشير إلى أن غادة رباح تعرّضت لعملية استهداف متعمّد ومباشر بهدف قتلها، إذ أعاد الاحتلال قصف المنزل للمرة الثانية لتدميره بالكامل.
ونشرت مقاطع وثقت لحظة محاولة طواقم الدفاع المدني انتشال جثمان الشهيدة غادة رباح التي قصفها الاحتلال في منزلها بحي تل الهوا، رغم محاولات الاستغاثة المتواصلة لإنقاذها.
وتحولت قصة المعلمة غادة رباح، إلى رمز إنساني جديد يذكّر بمأساة الطفلة هند رجب، التي قُتلت هي الأخرى بعد أن أطلقت نداءات استغاثة متكررة لم تصلها النجدة.
وفي مساء الإثنين 22 سبتمبر/أيلول، استهدفت طائرة إسرائيلية منزل عائلة رباح في حي تل الهوى، حيث كانت غادة تقيم مع شقيقها حسام. أدى القصف الأول إلى استشهاد شقيقها، بينما ظلت هي تحت الأنقاض على قيد الحياة، وأطلقت عبر هاتفها نداءات استغاثة على مدى يومين كاملين.
وأعلن الدفاع المدني حينها أنه حصل على تنسيق متأخر للوصول إلى الموقع، لكن الطواقم التي بحثت وسط الركام لم تتمكن من سماع أي أصوات أو إشارات حياة بعد أن تحوّل المبنى إلى أنقاض.
بحسب رواية ابن عمها أسامة رباح، فإن غادة كانت قد عادت إلى المنزل برفقة شقيقها بعد أن ساعدت والدتها على النزوح، لجلب بعض المتعلقات الشخصية، قبل أن تستهدف طائرة مسيّرة السيارة التي كانت تقلهما.
وبعد نجاتها من القصف الأول، احتمت داخل المنزل الذي تعرض بعد دقائق لضربة جديدة. وفي اليوم التالي، نجحت في إرسال رسالة نصية إلى زميلتها في مصر تقول فيها إنها ما تزال على قيد الحياة وتناشد إنقاذها، وهو ما أعاد الأمل لعائلتها ودفعهم للتواصل مع الصليب الأحمر والدفاع المدني.
لكن بعد 72 ساعة من الانتظار، قصف الاحتلال المنزل مجددًا قبل نصف ساعة فقط من دخول فرق الإنقاذ، ليُدفن الأمل معها تحت الركام.
وقال الضابط عبد الله مجدلاوي من الدفاع المدني: "نادت فرقنا باسمها مرارًا بين الأنقاض، لكن لا صوت خرج بعد القصف الثاني... كانت فرصتها في الحياة قد سُلبت عمدًا."

