قائمة الموقع

حملة رقمية "إسرائيلية" تستهدف المسيحيين في الكنائس لتبييض جرائم إبادة غزة

2025-10-17T09:31:00+03:00
حملة رقمية "إسرائيلية" تستهدف المسيحيين في الكنائس لتبييض جرائم إبادة غزة
فلسطين أون لاين

في محاولة لإعادة تشكيل وعيهم وتوجيهه نحو دعم الرواية الإسرائيلية لحربها في قطاع غزة، تعرض ملايين المسيحيين في الولايات المتحدة لاستهداف رقمي منظم داخل كنائسهم عبر تقنيات تتبع رقمية متقدمة، نفذت باستخدام أدوات تسويقية تجارية تم توظيفها لأغراض سياسية تخدم الاحتلال الإسرائيلي.

الحملة الرقمية استهدفت أكثر من 30 ألف كنيسة وجامعة مسيحية في ولايات كاليفورنيا وأريزونا ونيفادا وكولورادو، مع خطط للتوسع نحو الجنوب الأمريكي المحافظ.

رغم ضخامة الحملة، إلا أنها فشلت في تحقيق أهدافها، حيث تراجع التأييد الأمريكي لـ(إسرائيل) بشكل ملحوظ مؤخرا. في المقابل، انطلقت جهود مضادة نشطة من منظمات مؤيدة للحق الفلسطيني تكافح هذه المحاولات الرقمية للتضليل.

 الكنائس تحولت إلى مختبرات للتضليل

يؤكد ديمتري دلياني، رئيس التجمع الوطني المسيحي، أن دولة الاحتلال استغلت الكنائس الأمريكية كمختبرات لغسل العقول، في حملة رقمية ممنهجة تنفذ بتمويل غير مباشر من المسيحيين أنفسهم، دون علمهم، وبموافقة ضمنية من المؤسسة السياسية الأمريكية.

وأوضح دلياني لـ "فلسطين أون لاين"، أن الحملة استهدفت أكثر من 30 ألف كنيسة وجامعة مسيحية في ولايات مثل كاليفورنيا وأريزونا ونيفادا وكولورادو، ويجري حاليا تطويرها لتشمل الكنائس في الولايات الجنوبية المحافظة، حيث القاعدة الدينية أكثر تأثيرًا.

تقنية تحديد النطاق

وذكر أن الاحتلال الإسرائيلي اعتمد على تقنيات تحديد النطاق الجغرافي (Geofencing) لرصد وجود المصلين داخل الكنائس من خلال إشارات هواتفهم المحمولة، تمهيدًا لإغراقهم لاحقًا بمحتوى رقمي موجه يدعم الاحتلال ويبرر جرائمه.

وقال دلياني، إن المحتوى الرقمي استخدم لصياغة رسائل دعائية تبث للمصلين، وتقدم الجرائم بحق الفلسطينيين كدفاع مشروع، باستخدام لغة دينية ومفردات أخلاقية تخاطب الضمير المسيحي لتغليف التبرير بسياق روحي مزيف.

وأشار إلى أن الحملة تنفذ بتمويل غير مباشر من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين، عبر مساعدات تقرها الحكومة الأمريكية لصالح إسرائيل، مما يجعل المواطن الأمريكي يمول من حيث لا يدري عملية تضليل تستهدف وعيه.

وأوضح دلياني أن الأدوات المستخدمة في الحملة تستخدم أصلا في التسويق التجاري، لكنها وجهت سياسيا لأغراض تضليلية، عبر شركات يمكن لأي جهة استئجارها، مما يكشف عن قابلية هذه التقنيات لأن تستخدم ضد المجتمعات ذاتها.

وذكر أن الحملة لم تحقق أهدافها المرجوة، إذ أظهرت استطلاعات حديثة أن تأييد الأمريكيين لإسرائيل تراجع بنحو 50 نقطة خلال عامين، وهو تحول جذري في المزاج الشعبي الأمريكي لم تشهده البلاد من قبل.

انتاج مشاهد مزورة

وكشف دلياني أن الاحتلال الإسرائيلي أنتج أكثر من 43 مادة بصرية مزورة، استعان فيها بمقاطع من ألعاب فيديو ومتاحف أوروبية ومواقف سيارات في واشنطن، لتلفيق سرديات كاذبة عن المقاومة وتبرير قصف المدنيين.

وقال إن هناك حملات مدعومة من إمبراطوريات إعلامية متنامية يقودها صهاينة نافذون مثل لاري إليسون، الذي بات يتحكم في منصات مؤثرة مثل تيك توك، وCBS، حيث يتم توجيه الخطاب العام الأمريكي لخدمة مصالح الاحتلال.

وشدد دلياني على أن مقاومة هذه الحملة تبدأ بفضح أدواتها، وكشف كيفية توظيف الدين لخدمة الاحتلال، معتبرا أن تفكيك هذه المنظومة الإعلامية – الرقمية أصبح ضرورة إنسانية وأخلاقية للحفاظ على الوعي العام.

اخبار ذات صلة