قائمة الموقع

خبيران: خطاب ترامب "شعاراتي" يروج لانتصار إسرائيلي زائف ويحاول إنقاذ نتنياهو من أزماته

2025-10-15T09:01:00+03:00
الرئيس الأمريكي دونالد ترمب
فلسطين أون لاين

حاول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسم مشهد انتصار لـ(إسرائيل) في خطابه أمام الكنيست مساء الاثنين، بعد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، لكنه وفق خبيرين سياسيين تجاهل جوهر الصراع، وافتقر خطابه لأي رؤية سياسية شاملة، في حين أبقى باب التصعيد مفتوحا، خصوصا في تعاطيه مع الملف الإيراني.

الخطاب الذي دام أكثر من ساعة، حضره قادة عسكريون أمريكيون، عُد إشارة رمزية إلى التنسيق الكامل مع (إسرائيل)، لكنه بحسب د. رائد نعيرات، أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح، "لم يأتِ بجديد، بل كرر دعمه المطلق لـ(إسرائيل) بلغة شعاراتية". ويتساءل: "كيف يكون خطابا من أجل السلام، وهو يفاخر بتقديم أفضل الأسلحة لـ(إسرائيل)؟".

ويقول نعيرات لـ "فلسطين أون لاين"، أن الخطاب بدا احتفاليا بانتصار مفترض لـ(إسرائيل)، بنبرة مرتفعة تسويقية، محاولا تثبيت سردية النصر، رغم الكلفة الإنسانية الباهظة في غزة. كما لم يتردد ترامب في التودد لنتنياهو، حتى حد مطالبته بالعفو عنه في قضايا الفساد.

في المقابل، يرى د. نعيم الريان، الخبير في الشؤون السياسية والأمريكية، أن خطاب ترامب لم يحمل "مبادرة حقيقية"، بل مجرد هدنة مؤقتة بلا أفق. ويقول لـ "فلسطين أون لاين"، ترامب يتحدث عن السلام دون أن يذكر الحقوق الفلسطينية أو يقدم خطة لمعالجة جذور الصراع.

الحديث عن "السلام عبر القوة" في الخطاب، بحسب الريان، لا يشي بأي نية لإنهاء الحرب بشكل عادل، بل يعكس تفكيرا عدوانيا يتجاهل المطالب الأساسية للفلسطينيين، مثل إعادة الإعمار، إنهاء الحصار، وقيام دولة فلسطينية مستقلة. ما جرى في الكنيست، وفق الريان، كان "احتفالا بالقوة لا عرضا لحل".

ويؤكد نعيرات أن الخطاب تعمد تجاهل الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني، مثل الحق في تقرير المصير، وإنهاء الاحتلال، ووقف الاستيطان، "لم يتطرق ترامب لقضية الأسرى، ولا للمجازر التي ارتكبت بحق المدنيين، وكأن الفلسطينيين خارج المعادلة السياسية والإنسانية".

كما شدد الريان على أن الحديث عن أي مستقبل للمنطقة دون الاعتراف بالدولة الفلسطينية هو "قفز على التاريخ وتكريس للفوضى"، موضحا أن الخطاب لم يتضمن أي إشارة لفكرة الدولة، ولم يعرض أي موقف من مبادرات الحل الدولي أو قرارات الأمم المتحدة، بل بدا وكأنه يحسم مصير الفلسطينيين بمنطق الغلبة العسكرية.

ويشير نعيرات إلى أن الخطاب استخدم لغة دينية توراتية تعزز التطرف، وتمنح اليمين الإسرائيلي مزيدا من الشرعية لسياسات التهجير والقتل، بينما تغيب عن الخطاب أي خطة لإدارة "اليوم التالي" للحرب أو رؤية حقيقية للاستقرار.

ويتفق الخبيران أن ترامب لم يقدم شيئا جديدا. لا تصور واضح، لا جدول زمني، ولا ضمانات للحقوق الفلسطينية. بل إن إعادة تسويق اتفاقات إبراهام كحل شامل يعد قفزا عن جوهر الصراع، وتجاهلا متعمدا للقضية الفلسطينية.

وفي ظل انشغاله بالانتخابات الأمريكية المقبلة، يرى الريان أن مبادرة ترامب ستفقد زخمها سريعا، كما فقدت مبادرات سابقة، مؤكدا أن المقاومة الفلسطينية ستتعامل مع المرحلة كفرصة لإعادة التموقع، "هذه جولة، ولن تكون الأخيرة".

اخبار ذات صلة