أعرب المركز الفلسطيني للمفقودين والمخفيين قسراً عن قلقه البالغ إزاء الطريقة التي جرى بها تسليم جثامين 45 شهيدًا فلسطينيًا من قبل جيش الاحتلال عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، اليوم الثلاثاء.
وأوضح المركز في بيانٍ له، أن المعلومات المتوفرة تشير إلى أن بعض الجثامين الفلسطينية سُلّمت كاملة، فيما وصل جزء آخر على شكل رفات بشرية، وهو ما يثير مخاوف جدّية بشأن ظروف مقتلهم واحتجازهم خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وأضاف البيان، أن عدم إرسال سلطات الاحتلال أي قائمة رسمية بأسماء الشهداء الذين جرى تسليمهم يعزز الشكوك حول ممارسات الإخفاء القسري والتلاعب بملفات الضحايا، مؤكدًا أن هذا السلوك يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني.
وشدّد المركز على ضرورة نشر جميع المعلومات المتاحة فور وصولها، بما في ذلك أسماء الضحايا وتفاصيل ظروف وفاتهم، وإبلاغ عائلاتهم احترامًا لحقهم في المعرفة والكرامة الإنسانية.
وطالب المركز الفلسطيني للمفقودين والمخفيين قسراً سلطات الاحتلال الإسرائيلي بـ الإفراج الفوري عن جميع الجثامين المحتجزة في الثلاجات ومقابر الأرقام، والكشف العاجل عن مصير جميع الفلسطينيين المخفيين قسرًا منذ بدء العدوان على قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
كما دعا المركز المجتمع الدولي إلى إلزام إسرائيل بتمكين الطواقم الفلسطينية المختصة من إدخال المعدات والأجهزة الفنية اللازمة لانتشال الجثامين من تحت الأنقاض، وتسهيل عمليات البحث والتعرّف على المفقودين في مختلف مناطق القطاع.
وختم البيان بالتأكيد على أن حق العائلات في معرفة مصير أبنائها حق إنساني أصيل لا يسقط بالتقادم، وأن استمرار احتجاز الجثامين أو إخفاء المعلومات حول المفقودين يشكّل جريمة حرب وانتهاكًا صارخًا للكرامة الإنسانية.
تسلّمت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، اليوم الثلاثاء، جثامين 45 أسيرًا فلسطينيًا، بينما أعلن الاحتلال استمرار المفاوضات مع حركة حماس لاستلام بقية جثامين أسراها في إطار اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والجثامين المبرم مؤخرًا بين الطرفين.
وقالت اللجنة الدولية، في بيان إن عملية تسليم جثث المحتجزين الذين قضوا خلال الحرب "معقدة وشديدة الصعوبة"، وقد تستغرق وقتًا طويلاً، مؤكدة وجود احتمال بألا يتم العثور على جميع الجثامين في ظل الدمار الواسع داخل القطاع.
ودعت اللجنة الأطراف كافة والوسطاء إلى ضمان التطبيق السليم للاتفاق، وتأمين إعادة رفات القتلى إلى عائلاتهم بأمان.
ونقلت مصادر طبية فلسطينية لوكالة رويترز أن الصليب الأحمر نقل الجثامين عبر معبر كيسوفيم إلى داخل قطاع غزة، مشيرة إلى أن الدفعة الأولى وصلت إلى مجمع ناصر الطبي في خان يونس، حيث تُجرى عادة عمليات الفحص والتوثيق قبل تسليمها لذويهم.

