أعلنت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم، اليوم الأربعاء، فوز العالم عمر مؤنس ياغي بجائزة نوبل للكيمياء لعام 2025، وذلك إلى جانب كل من سوسومو كيتاغاوا وريتشارد روبسون، تقديرًا لـ"تطويرهم أطرًا معدنية عضوية".
وقالت لجنة نوبل على صفحتها في منصة "إكس" إن الفائزين بالجوائز يتقاسمون مبلغ 11 مليون كرونة سويدية (حوالي 1.2 مليون دولار أميركي).
من هو عمر ياغي؟
وُلد ياغي في عمّان عام 1965 لأسرة لاجئة من أصل فلسطيني، عاشت في بيت مؤلف من غرفة واحدة؛ نصفها لوالديه وتسعة من أشقائه، والنصف الآخر للأبقار. كانت المياه تصلهم مرة كل أسبوعين، فينهض فجراً لفتح الحنفية التي تغذي البيت، وبذلك ترعرع مدركاً للآثار العميقة لشح المياه. درس في مدرسة المطران بجبل عمّان، وكان في طريق عودته إلى منزله في القويسمة يمر على ملحمة والده لمساعدته فيها.
عُرف ياغي بولعه بالقراءة منذ طفولته. أهتمت عائلته كثيراً بتعليمه، فأرسله والده إلى الولايات المتحدة في سن الخامسة عشرة، فنجح رغم ضعف لغته الإنجليزية في البداية. ورغم رغبة والديه بأن يدرس الطب أو الهندسة، تمسك بشغفه بالكيمياء، فحصل على الدكتوراه فيها من جامعة إلينوي عام 1990 في عام 1995، ابتكر مادة جديدة هي الأطر المعدنية العضوية (MOFs)، لتُفتتح بذلك حقبة جديدة في الكيمياء عُرفت بالكيمياء الشبكية.
تتميز هذه المواد بقدرتها على ترتيب الجزيئات بطريقة تزيد مساحتها السطحية؛ حتى أن مكعباً بحجم السكر قد يحتوي على مساحة تغطي ملعب كرة قدم. أحد أهم تطبيقاتها هو التقاط بخار الماء من الهواء لإنتاج لترات من المياه، وهو ما دفع ياغي لتأسيس شركة ناشئة لحصاد المياه الجوية عام 2020.
يشغل اليوم أعلى مرتبة أكاديمية في جامعة كاليفورنيا – بيركلي، ويُعرف بتعامله مع طلابه كزملاء، مانحاً إياهم الاستقلالية والتشجيع على طرح الأسئلة وتحديه بحرية.
اختير ياغي عضواً في الأكاديمية الوطنية الأميركية للعلوم والأكاديمية الوطنية الألمانية للعلوم "ليوبولدينا"، واحتل المرتبة الثانية ضمن قائمة أشهر وأفضل العلماء والمهندسين في العالم بين 1998 و2008.
بدأ ياغي دراسته في كلية مجتمع هدسون فالي بالولايات المتحدة، ثم أكمل دراسته في جامعة ألباني، قبل أن يحصل على دكتوراه في الكيمياء عام 1990 من جامعة إلينوي. عمل زميلاً في جامعة هارفرد بين 1990 و1992، ثم درّس في جامعات أريزونا، وميشيغان، وUCLA، قبل انتقاله إلى جامعة كاليفورنيا بيركلي عام 2012.
يُعرف ياغي بتأسيسه علم الكيمياء الشبكية (Reticular Chemistry)، الذي يركز على ربط كتل البناء الجزيئية بروابط قوية لتشكيل أطر مفتوحة تُستخدم في مئات التطبيقات، أبرزها الأطر المعدنية العضوية (MOFs).
نال ياغي العديد من الجوائز العالمية، منها جائزة الملك فيصل العالمية في الكيمياء 2015، وجائزة مصطفى لتقنية وعلوم النانو، وجائزة ألبرت أينشتاين العالمية للعلوم، وميدالية امتياز من الدرجة الأولى من الملك عبدالله الثاني عام 2017.
كما تم ترشيحه سابقًا لجائزة نوبل عام 2015، واعتُبر ثاني أفضل عالم كيميائي في العالم عام 2011.
وتوجت مسيرة ياغي اليوم مسيرته بفوزه بجائزة نوبل للكيمياء إلى جانب عالمين ياباني وبريطاني بسبب عملهم على مادة الموف، ليصبح ثالث عربي يحرز هذه الجائزة المرموقة في مجال علمي. ومع ذلك، سيُعرف عمر ياغي قبل كل شيء بلقب: أب الكيمياء الشبكية.

