فلسطين أون لاين

قياديّ بحماس يكشف كواليس الجلسة الثَّانية من مفاوضات شرم الشَّيخ

...
قياديّ بحماس يكشف كواليس الجلسة الثَّانية من مفاوضات شرم الشَّيخ
غزة/ فلسطين أون لاين

قال مصدر قيادي في حركة حماس، مساء الثلاثاء، إن جلسة المفاوضات الثانية بين الوسطاء ووفد الحركة في شرم الشيخ انتهت قبل قليل، في إطار المحادثات غير المباشرة حول آليات تنفيذ خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف الحرب في غزة.

وأوضح المصدر لقناة الجزيرة، أن جلسة اليوم ركّزت على خرائط الانسحاب الإسرائيلي وجدولة الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة، مشيرًا إلى أن وفد الحركة رفض أي فصل بين مساري الانسحاب والإفراج عن الأسرى، مؤكداً أن الإفراج عن آخر أسير يجب أن يتزامن مع انسحاب آخر جندي إسرائيلي من القطاع.

وشدّد المصدر على أن الحركة تطالب بضمانات دولية واضحة لوقف نهائي للحرب وضمان عدم عودة إسرائيل للعدوان على غزة، معتبرًا أن أي اتفاق لا يتضمن انسحابًا كاملاً ورفعًا للحصار بشكل دائم هو اتفاق “منقوص وغير قابل للتطبيق”.

وفي السياق، نقلت قناة "القاهرة الإخبارية" المصرية عن مصادر مطلعة أن مصر بدأت مناقشة قوائم الأسرى الفلسطينيين المزمع الإفراج عنهم من السجون الإسرائيلية ضمن اتفاق التبادل المرتقب، مشيرة إلى أن قوائم حماس تشمل القياديين مروان البرغوثي، أحمد سعدات، حسن سلامة، وعباس السيد، وآخرين من القادة البارزين.

وأكدت القناة أن حماس أبدت استعدادها لتسليم جميع المحتجزين الأحياء والجثامين في إطار صفقة شاملة، لكنها تطالب بتوضيح الآليات والإجراءات اللازمة لتنفيذ خطة ترامب، وضمانات دولية بعدم عودة الاحتلال للعدوان على غزة.

وتتواصل في شرم الشيخ اجتماعات مكثفة بمشاركة وفود من قطر وتركيا والولايات المتحدة، في وقت تكثف فيه القاهرة جهودها مع جميع الأطراف للتوصل إلى اتفاق واضح وتحديد الآليات العملية لتنفيذ خطة ترامب التي تهدف إلى إنهاء الحرب وفتح مسار سياسي جديد يضمن الأمن للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء.

ويوم أمس، انطلقت، في العاصمة المصرية القاهرة، المباحثات غير المباشرة بين وفود من حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة وعدد من الدول الإقليمية، في إطار الجهود الرامية إلى التوصل لاتفاق شامل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بعد مرور عامين على اندلاع الحرب المدمّرة ضد القطاع في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وتعد هذه المرحلة من المفاوضات الأولى من نوعها منذ إعلان ترامب خطته لإنهاء الحرب في غزة، والتي تتضمن وقفًا دائمًا لإطلاق النار، وتبادل الأسرى، وانسحابًا إسرائيليًا تدريجيًا من القطاع، تمهيدًا لإدارة فلسطينية انتقالية بإشراف دولي.

وقالت حركة حماس، في بيان مقتضب، بأن وفد الحركة برئاسة الدكتور خليل الحية رئيس حركة حماس في قطاع غزة إلى جمهورية مصر  العربية لبدء المفاوضات حول آليات وقف إطلاق النار وانسحاب قوات الاحتلال وتبادل الأسرى.

ورغم الأجواء الإيجابية الحذرة، ما تزال خلافات جوهرية قائمة حول الجدول الزمني للانسحاب الإسرائيلي الكامل، وآلية الإشراف الدولي، إضافة إلى شروط تبادل الأسرى التي تسعى إسرائيل لربطها بملفات سياسية وأمنية.

ومع ذلك، تؤكد المصادر وجود رغبة حقيقية لدى الأطراف للتوصل إلى اتفاق تمهيدي يمهد لاتفاق شامل في المرحلة المقبلة.

وقالت حماس -في بيان لها- إنها وافقت على الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء والأموات، كما جددت تأكيدها الاستعداد لتسليم إدارة القطاع إلى هيئة فلسطينية من المستقلين (تكنوقراط)، تتولى الإشراف على شؤون غزة ضمن توافق وطني ودعم عربي وإسلامي.

لكن الحركة شددت في الوقت نفسه على أن مستقبل قطاع غزة وحقوق الشعب الفلسطيني سيُناقشان حصريا في إطار فلسطيني جامع.

ورغم هذه التحركات، تواصل إسرائيل – بدعم أمريكي – ارتكاب حرب إبادة جماعية ضد سكان قطاع غزة منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أسفرت عن استشهاد 67,173 فلسطينيًا وإصابة 169,780 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب مجاعة أودت بحياة 460 شخصًا بينهم 154 طفلًا.