قائمة الموقع

ارتفاع في حالات الانتحار بصفوف جيش الاحتلال.. ثمن نفسي باهظ لحرب مستمرة

2025-10-05T11:51:00+03:00
معدلات الانتحار في صفوف جيش الاحتلال سجلت تصاعدًا متواصلاً خلال الأعوام الأخيرة
فلسطين أون لاين

تشهد صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتفاعًا ملحوظًا في حالات الانتحار، ولا سيما بين جنود الاحتياط، بفعل التداعيات النفسية العميقة للحرب المتواصلة على قطاع غزة، المعروفة إسرائيليًا باسم "السيوف الحديدية".

ووفقًا لمعطيات نشرها موقع "القناة 7" اليوم الأحد، تجاوز عدد الجنود الذين يعانون اضطرابات نفسية 20 ألفًا منذ اندلاع العدوان، وسط تقديرات تشير إلى أن نحو 50 ألف جندي قد يحتاجون إلى خدمات إعادة التأهيل النفسي بحلول عام 2028.

وسجّلت معدلات الانتحار تصاعدًا متواصلاً خلال الأعوام الأخيرة: 14 حالة في عام 2022، و17 في 2023، و21 في 2024، فيما تم تسجيل 16 حالة حتى أكتوبر/تشرين الأول من العام الجاري، بينها أربع حالات خلال أسبوعين فقط في يوليو/تموز الماضي.

وتربط دراسات إسرائيلية بين الصدمات القتالية وارتفاع معدلات الانتحار، خصوصًا في ظل شعور الجنود بالعزلة أو بأنهم عبء على وحداتهم، إلى جانب تبلد الإحساس بالموت نتيجة الانخراط الطويل في المعارك.

ويُفاقم الوضع انتشار اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) وما يُعرف بـ "الإصابة المعنوية" الناتجة عن انتهاك القيم الأخلاقية أثناء القتال، ما يولّد مشاعر عميقة بالذنب قد تقود بعض الجنود إلى الانتحار.

ورغم إدراك جيش الاحتلال لخطورة الظاهرة، فإن تدخّلاته ما تزال تتركز على معالجة ما بعد الضرر. وقد وسّع الجيش مؤخرًا خدماته النفسية، فرفع عدد ضباط الدعم النفسي إلى نحو ألف عنصر، وأنشأ مراكز جديدة لمعالجة آثار الصدمة، إلى جانب خطوط مساعدة هاتفية تعمل على مدار الساعة.

غير أن خبراء يرون هذه الإجراءات غير كافية، مطالبين باعتماد سياسات وقائية أكثر فاعلية تبدأ منذ لحظة التعرض للصدمات القتالية، وتشمل تدريب الجنود على تقديم إسعافات نفسية أولية لزملائهم، وفرض رقابة صارمة على وصول المتضررين نفسيًا إلى السلاح.

وتعكس هذه الظاهرة حجم الأزمة العميقة التي يعيشها جنود الاحتلال في ظل حرب طويلة ومفتوحة، تكشف عن ثمن نفسي وإنساني باهظ لا يمكن تجاهله.

اخبار ذات صلة