حذر خبراء دوليون من التداعيات الصحية والوراثية الخطيرة للتجويع القسري، مع اقتراب حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على قطاع غزة من دخول عامها الثالث، واستمرار سياسة الحصار والتجويع التي تحرم السكان من الغذاء والدواء.
وقال البروفيسور والتر ويليت، أستاذ علم الأوبئة بجامعة هارفارد، إن حرمان السكان من الغذاء يؤثر على وظائف كل أعضاء الجسم ويضعف المناعة، ما يزيد خطر الوفاة نتيجة العدوى.
وأكد أن الأضرار الدائمة تطال الأطفال تحديدًا عبر إضعاف نمو الدماغ والقدرات الإدراكية.
من جانبها، أوضحت الدكتورة فاطمة عناية، اختصاصية علم الوراثة، أن سوء التغذية لدى الأمهات الحوامل قد يسبب تشوهات خلقية واضطرابات في نمو الدماغ والجهاز المناعي لدى الأجنة، فيما يؤثر سوء التغذية عند الرجال على سلامة الحمض النووي للحيوانات المنوية، ما قد يؤدي إلى إعاقات وراثية أو إجهاضات متكررة.
وفي دراسة صادرة عن المركز الطبي بجامعة كولومبيا الأمريكية، تبين أن آثار المجاعة قد تمتد إلى أحفاد المتضررين، حيث تنتقل التغيرات الناجمة عن سوء التغذية عبر ثلاثة أجيال على الأقل، وفق أبحاث في المجاعات البشرية والتجارب الحيوانية.
ويُجمع الخبراء على أن التجويع القسري يمثل جريمة إبادة جماعية بطيئة، تتجاوز آثارها حدود اللحظة لتطال صحة الأجيال المقبلة، وتستدعي تحركًا دوليًا عاجلًا لوقف الحصار وإدخال المساعدات إلى غزة والفاشر على حد سواء.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة، خلّفت 66 ألفا و148 شهيدًا، و168 ألفا و716 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 455 فلسطينيا بينهم 151 طفلا.