قال رئيس ومؤسس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان رامي عبده، الجمعة، إن "إسرائيل" استوحت فكرة بث خطاب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، عبر مكبرات صوت على الحدود مع قطاع غزة، من الجيش الألماني "النازي".
جاء ذلك في تدوينة نشرها عبده على حسابه في فيسبوك، تعقيبا على بث خطاب نتنياهو عبر مكبرات صوت على الحدود مع غزة، وفق ما أورده بيان لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وأضاف عبده: "تُظهر الصورة شاحنات للجيش الإسرائيلي مزوّدة بمكبرات صوت تبث خطاب نتنياهو للنازحين من غزة".
وتابع: "من أين استوحى الجيش الإسرائيلي هذه الفكرة؟ من الجيش الألماني النازي الذي كان يروّج لدعاية هتلر في معسكرات الاعتقال".
وأعاد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى الأذهان مشاهد الدعاية النازية قبل أكثر من ثمانية عقود، حين استخدم هتلر مكبرات الصوت في معسكرات الاعتقال لإجبار المعتقلين على الاستماع لخطب دعائية بهدف كسر إرادتهم وإشعارهم بالعجز.
وقد وثّقت كتب التاريخ كيف كان أي رفض أو غضب يُقابل بعقوبات قاسية، في إطار حرب نفسية ممنهجة لإيصال رسالة مفادها أن "الرابح لا يُهزم".
واليوم، وبعد 86 عاماً، تكرر المشهد في قطاع غزة، حيث نشرت وسائل إعلام إسرائيلية صوراً لعربات مجهّزة بمكبرات صوت على حدود القطاع وفي مواقع تمركز الجيش، لبث خطاب نتنياهو وإجبار السكان على الاستماع لدعايته.
وفي تعليقه، يرى المحلل السياسي إبراهيم المدهون إن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بلغ مرحلة من "الوهم السياسي والاضطراب العقلي" جعلته يستحضر أساليب الطغاة عبر التاريخ.
وأوضح المدهون، في تعليقه، أن فكرة نصب مكبرات صوت في قطاع غزة لبث خطاب نتنياهو أمام الأمم المتحدة، ليست سوى نسخة مشوّهة مما فعله أدولف هتلر حين حشد ملايين الألمان وصنّع لهم أجهزة الراديو لبث خطبه ليل نهار، في محاولة للهيمنة والسيطرة النفسية.
وأضاف أن هذا السلوك يكشف كيف تحوّل الجيش الإسرائيلي من مؤسسة عسكرية إلى أداة دعاية رخيصة، وأن نتنياهو لا يرى في الحرب إلا منبراً شخصياً لاستعراض ذاته، في وقت يشهد فيه العالم مشاهد الإبادة والدمار والمجاعة في غزة.
وتابع المدهون أن التشابه مع النازيين والفاشيين ليس مجرد صدفة، بل دلالة على أن "إسرائيل" بقيادة نتنياهو تنزلق نحو نموذج استبدادي مريض، مشدداً على أن مصير نتنياهو وكيانه سيكون السقوط، كما انتهى هتلر ونظامه من قبل.