تشهد شركة "أوبر" الأمريكية حملة مقاطعة واسعة عقب إعلانها عن استثمارات بعشرات ملايين الدولارات في شركة "فلايتريكس" الإسرائيلية المتخصصة في توصيل الطلبات بواسطة الطائرات المسيرة.
وبحسب صحيفة "هآرتس" العبرية، فإن الشراكة بين الشركتين الأمريكية والإسرائيلية تهدف إلى دمج خدمات "فلايتريكس" ضمن "أوبر إيتس" التابعة لـ"أوبر"، بما يتيح تقديم خدمات توصيل أسرع وأكثر استدامة، خاصة في المدن المزدحمة.
ونقلت الصحيفة عن شركة "أوبر" أنها تخطط لإطلاق التجارب التشغيلية الأولى لهذه الخدمة في عدة مدن أمريكية قبل نهاية 2025، حيث ستركز في المرحلة الأولى على توصيل الطعام والسلع الاستهلاكية على أن تشمل قطاعات أخرى لاحقا.
الخطوة التي روّجت لها أوبر باعتبارها توسعًا في مجال اللوجستيات الجوية، تحوّلت في نظر كثيرين إلى وصمة عار أخلاقية، فالشركة، التي تبلغ قيمتها السوقية نحو 193.8 مليار دولار، لم تكتفِ بتجاهل أصوات الضحايا في قطاع غزة، بل اصطفّت عمليا -وفق المنتقدين- إلى جانب كيان متهم بارتكاب إبادة جماعية وجرائم حرب.
وانتشرت على مواقع التواصل حملات تطالب المستخدمين بحذف تطبيق أوبر فورًا، مرفقة بشعارات من قبيل: "أوبر تموّل القنابل بدل أن تنقل الركاب" و"دماء غزة على عجلاتكم".
ويرى المدافعون عن المقاطعة أن كل دولار يدخل إلى شركات إسرائيلية في هذه المرحلة يعني مزيدًا من الرصاص والصواريخ على المدنيين، وأن على أوبر أن تتحمّل كامل المسؤولية الأخلاقية والقانونية عن قرارها.
وبينما تواصل أوبر التفاخر باستثماراتها الجديدة في مجال التكنولوجيا، فإن صورتها العالمية تتآكل بسرعة، إذ بات ينظر إليها على أنها شركة تضع الأرباح فوق الأرواح، وتشارك، بوعي أو دونه، في التغطية على واحدة من أبشع الجرائم التي يشهدها العالم في العصر الحديث.