في حادث مأساوي جديد على طريق الهجرة غير النظامية عبر البحر الأبيض المتوسط، لقي 51 مهاجراً سودانياً حتفهم غرقاً قبالة السواحل اليونانية، بعد أن انطلقوا من مدينة طبرق الليبية في محاولة للوصول إلى أوروبا.
وبحسب شهادات ذوي الضحايا، فإن بين الغرقى أحد عشر شخصاً من أسرة واحدة ومن جيرانهم في منطقة شرق النيل بالسودان، ممن اضطروا إلى مغادرة بلدهم هرباً من الحرب والظروف المعيشية الصعبة. ووفق روايات أقاربهم، جرى التواصل معهم قبل ساعات من الرحلة، قبل أن تصل رسالة من المهربين تفيد بغرق القارب صباح الثالث عشر من سبتمبر/أيلول الجاري.
القارب، المعروف محلياً باسم "السُمبك"، كان يقل أكثر من ثمانين مهاجراً، فيما لا يزال مصير نحو عشرين منهم مجهولاً. وقد أفاد ناجون بأن السلطات الليبية احتجزتهم عقب إنقاذهم من الغرق، موضحين أن القارب المطاطي لم يكن مجهزاً بشكل كافٍ وأنه كان يعمل بمحرك واحد فقط، كما لم تتوافر سترات نجاة لجميع الركاب.
أحد المهاجرين الذين نجوا من الحادث ذكر أن سوء الأحوال الجوية ساهم في غرق القارب، محمّلاً المهربين المسؤولية عن عدم تهيئة وسيلة الإبحار أو مراعاة حالة البحر.
في الوقت نفسه، أكدت أسر الضحايا أنها لم تتلق حتى الآن إشعاراً رسمياً من السلطات السودانية أو من السفارة بشأن مصير أبنائها أو أماكن دفن الجثامين، ما يزيد من معاناتهم وسط صدمة الفقدان.
ويعكس الحادث المأساوي استمرار المخاطر التي يواجهها المهاجرون في البحر المتوسط، رغم تكرار حوادث الغرق وفقدان مئات الأرواح سنوياً خلال محاولات العبور نحو السواحل الأوروبية.

