فلسطين أون لاين

​الاحتلال يضيق الخناق على المسيرة التعليمية في القدس

...
قلقيلية / القدس المحتلة - مصطفى صبري

لا يتوقف الاحتلال في مدينة القدس عن خلق الأزمات الحياتية في القدس المحتلة، لدفع المقدسيين إلى الرحيل، من أبرز هذه الأزمات ملاحقة بلدية الاحتلال في القدس المدارس الأهلية التابعة للأوقاف الاسلامية، واغلاقها بحجة عدم الترخيص وعدم استيفاء الشروط اللازمة.

وأغلقت سلطات الاحتلال مدرسة "النخبة" في بلدة صور باهر شرقي القدس منذ سبعة أشهر، فيما قبل أيام أغلقت مدرسة زهوة القدس في حي بيت حنينا، وتم اقتحام المدرسة بشكل وحشي أدى إلى حالة من القلق والتوتر النفسي في صفوف الطلبة الأطفال البالغ عددهم 90 طالب وطالبة.

رئيس اتحاد اولياء امور الطلبة في القدس المحتلة زياد الشمالي، قال لـ"فلسطين": "اغلاق مدرسة زهوة القدس قرصنة اسرائيلية على التعليم المقدسي، فهذه المدرسة لديها تراخيص من دائرة الأوقاف ومن وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية، الا ان الاحتلال لا يريد ان يكون الترخيص فلسطينيا بل من خلال بلديته التي تتدخل في المنهاج وتفرض اجندات صهيونية على طلبتنا".

وأضاف: "لذا لم تستجب ادارة المدرسة لقرار الاغلاق، وهذا التحدي اعتبرته شرطة الاحتلال والبلدية مخالفة، وعلى اثر ذلك تم اقتحام المدرسة واشاعة جوا من الرعب والارهاب بحق المعلمات والأطفال الذين اصيبوا بصدمة نفسية، واعتقلت قوات الاحتلال خلال الاقتحام ثلاث معلمات واخضعتهن للتحقيق لعدة ساعات والتهديد بعقوبات شديدة بحق المدرسة اذا اعيد افتتاحها".

الناشط المقدسي ناصر الهدمي، قال لـ"فلسطين": " سياسة الملاحقة الامنية لا تستثني أي مرفق من مرافق الحياة المقدسية ، فكل شيء ملاحق ، والاحتلال يحاول استهداف التعليم في القدس المحتلة حتى يتم السيطرة عليه بشكل كامل وصياغة عقول الاجيال القادمة بثقافة الاحتلال".

وأوضح أن المدارس في القدس متنوعة المرجعيات، فهناك مدارس لوكالة الغوث ومدارس اهلية خاصة، ومدارس تابعة للأوقاف واخرى للسلطة الفلسطينية، وقسم منها تابع لبلدية الاحتلال اضافة الى المدارس المسيحية.

ولفت الهدمي النظر إلى أن الاحتلال يستخدم سياسة العصا والجزرة في ملاحقة التعليم في القدس، "فالمدرسة التي تطبق المنهاج الاسرائيلي يتم إغداقها بالأموال ومن ترفض يتم محاصرتها".

اما رئيس الهيئة الاسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى، د. عكرمة صبري، قال لـ"فلسطين": "التعليم في القدس المحتلة محاصر وملاحق ومهدد بإجراءات امنية وعنصرية لتنفيذ خطة فرض المنهاج الاسرائيلي، وكل مدرسة لا تطبق المنهاج وترفضه بشكل مطلق يتم التعامل معها بجملة من العقوبات منها اغلاق المدرسة حتى اشعار اخر بذرائع واهية ولا قيمة لها".

وأضاف: "من على منبر المسجد الأقصى اطلقنا صرخات مدوية تحذر من التعاطي مع المنهاج الاسرائيلي مهما كانت الاغراءات والعقوبات على حد سواء، فالتعليم في المدينة المقدسة تحت طائلة العقاب وتشريد الطلبة وملاحقة الهيئات التدريسية، وفي كل فترة زمنية تزداد شدة القبضة الحديدية ضد التعليم ومؤسساته المتمثلة بالمدارس".

ويبلغ عدد مدارس القدس باستثناء التي تشرف عليها ما تسمى بـ"وزارة المعارف الاسرائيلية" وبلدية الاحتلال، 258 مدرسة بين حكومية وخاصة وتابعة لوكالة الغوث الدولية، ويبلغ مجمل عدد الطلاب فيها نحو 146 ألف طالب وطالبة.