وصفت متحدثة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أولغا تشيريفكو، ما تقوم به "إسرائيل" في مدينة غزة بأنه "فرض حكم بالإعدام على المدينة"، مشيرة إلى أن الأهالي لم يعد أمامهم سوى الاختيار بين المغادرة أو الموت.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقدته عبر اتصال مرئي من منطقة دير البلح جنوبي قطاع غزة، تحدث فيه إلى مجموعة من الصحفيين العاملين في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك الأميركية.
وقالت تشيريفكو إنه "قد حُكم على مدينة غزة بالإعدام، إما المغادرة أو الموت. أُمر مئات الآلاف من المدنيين المنهكين والمرهقين والمذعورين بالفرار إلى منطقة مكتظة، حيث تضطر حتى الحيوانات الصغيرة للبحث عن مساحة للتحرك"، في إشارة إلى إنذارات "إسرائيل" لتهجير سكان مدينة غزة واحتلالها.
وفجر اليوم، السبت، جدد الاحتلال إلقاء المنشورات الورقية التي ينذر فيها الفلسطينيين بمناطق واسعة من مدينة غزة أبرزها المناطق الغربية، بما يشمل أحياء الرمال الجنوبي، والشيخ عجلين، وتل الهوى، وميناء غزة، بالإخلاء إلى جنوبي القطاع عبر شارع الرشيد.
وأوضح المكتب الحكومي، في بيان صحافي، أن عدد سكان غزة وشمالها يتجاوز 1.3 مليون نسمة، من بينهم نحو 398 ألفاً في شمال القطاع، و914 ألفاً في مدينة غزة، فيما اضطر نحو 300 ألف للنزوح من الأحياء الشرقية إلى وسط المدينة وغربها.
وأشار البيان إلى أن منطقة المواصي في خان يونس ورفح، التي حشر الاحتلال فيها نحو 800 ألف إنسان وادعى زوراً أنها "آمنة"، تعرضت لأكثر من 109 قصفاً خلف آلاف الشهداء، في ظل غياب كامل للمستشفيات والبنية التحتية والخدمات الأساسية من مأوى وماء وغذاء وكهرباء وتعليم، بل إن الاحتلال قطع أيضاً خط مياه الشرب "ميكروت" عن خان يونس بشكل كامل.
وأضاف أن الاحتلال يحاول حشر أكثر من 1.7 مليون إنسان في مساحة لا تتجاوز 12% من قطاع غزة، في سياسة تهدف إلى إفراغ مدينة غزة وشمالها نهائياً، وهو ما يمثل جرائم حرب وانتهاكات جسيمة للقانون الدولي والإنساني.
وشدد المكتب الإعلامي الحكومي على إدانته الكاملة لهذه الجرائم، محملاً الاحتلال وحليفه الاستراتيجي الإدارة الأمريكية، والدول المشاركة في العدوان، المسؤولية الكاملة عنها.

