فلسطين أون لاين

بالصور مسيرات حاشدة تنديدًا بالإبادة ومحاولات الاحتلال إخلاء مدينة غزَّة

...
مسيرات حاشدة تنديدًا بالإبادة ومحاولات الاحتلال إخلاء مدينة غزة
غزة/ أدهم الشريف:

رغم تصعيد جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفه الذي يطاول مدينة غزة بلا توقف، تدفق آلاف المواطنين في مسيرات حاشدة في مناطق متفرقة، رفضًا وتنديدًا باستمرار حرب الإبادة وضد محاولات إخلاء المدينة من سكانها.

المسيرة التي انطلقت صباح، أمس، عند مفترق السرايا، وسط مدينة غزة، جاءت بدعوة التجمع الوطني للقبائل والعشائر والعائلات الفلسطينية، وتجمع العلماء، وممثلي المجتمع المدني، بمشاركة عدد كبير من المواطنين، رافعين الأعلام الفلسطينية، ولافتات كتب عليها شعارات تطالب بوقف الحرب وتندد بمخططات الاحتلال.

وأكد المشاركون حقهم في البقاء في مدينة غزة التي تتعرض لسلسلة ضربات جوية، وحرب شاملة ضد الأبراج المرتفعة والمنازل السكنية التي تؤوي نازحين.

الهتافات التي دوّت في المكان، عكست إصرار سكان مدينة غزة على التمسك بأرضهم، بالرغم من الظروف المأساوية التي يعيشونها منذ اندلاع الحرب في أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وبدا واضحًا أن المشهد لم يكن مجرد مظاهرة، بل رسالة تحدٍّ مفتوحة للاحتلال الذي يواصل استهداف الأحياء السكنية والبنى التحتية.

في حديثه قال محمد الأشقر، وهو أحد المشاركين في المسيرة: إن خروجه اليوم جاء "ليؤكد أن غزة ليست مدينة يمكن إخلاؤها أو إفراغها كما يريد الاحتلال".

وأضاف: "لقد دمّروا منازلنا وقتلوا أبناءنا، ومع ذلك لن نغادر، بل سنبقى هنا مهما كانت التضحيات".

أما أم سامي النجار، التي فقدت أفرادًا من عائلتها في خضَّم حرب الإبادة، أكدت أن "مشاركتها في المسيرة يمثل موقفًا شخصيًا وعائليًا بأننا لن نترك المدينة مهما بلغ العدوان الإسرائيلي".

وأضافت: "أريد أن أقول للعالم إننا لن نكرر نكبة 1948. لن نترك بيوتنا وأرضنا. حتى لو لم يبق لنا بيت، سنعيش بين الركام، لكننا لن نهاجر".

ورفعت لافتة ورقية بيضاء كتب عليها باللون الأحمر: "غزة وما في عنها بديل. أنقذوا غزة يا عالم".

أما محمود حمودة، وهو شاب عشريني يشارك للمرة الأولى في مسيرة جماهيرية منذ اندلاع الحرب، أكد أن حضوره يعكس "غضب جيل الشباب من محاولات التهجير القسري".

وأضاف: "نحن لا نخاف من القصف، نعيش الموت يوميًا، لكننا نخاف أن نصحو يومًا فنجد أنفسنا خارج غزة، لذلك خرجنا لنؤكد أننا باقون".

ولم تخلُ المسيرة من مشاهد مؤثرة، حيث شارك الأطفال إلى جانب ذويهم، بعضهم رفع صور أحبائه الذين استشهدوا خلال القصف، وآخرون رفعوا شعارات تندد بالإبادة وجرائم الاحتلال.

وكانت سلسلة انفجارات ناتجة عن غارات إسرائيلية عنيفة نفذها طيران جيش الاحتلال، دوى صوتها في أرجاء المدينة، لكنها لم تدفع المشاركين إلى إلغاء الفعالية وأصروا على استكمالها، معتبرين أن مجرد وجودهم في الشارع بهذا الحجم هو رسالة تحدٍ وصمود.

في مخيم الشاطئ للاجئين، غربي مدينة غزة، انطلقت في مساء أمس، مسيرة حاشدة أيضًا تنديدًا بجرائم الإبادة ورفضًا لقرار الاحتلال إخلاء مدينة بالكامل، ومحاولات إجبار سكانها على النزوح جنوبًا.

ويعد هذا المخيم من الأماكن المكتظة حاليًا بمئات آلاف المواطنين، وذلك بعد إجبار سكان محافظة شمالي القطاع، وكذلك سكان الأحياء الشرقية لمدينة غزة، على النزوح غربًا، تحت وطأة الانتهاكات والجرائم الإسرائيلية المروعة.

ويرى مراقبون أن هذه التحركات الشعبية قد تمثل بداية موجة أوسع من الفعاليات المدنية، خصوصًا مع تصاعد وتيرة تنفيذ مخططات الاحتلال الإسرائيلي وإعلان نيته السيطرة الكاملة على مدينة غزة، وهو ما يعتبره الفلسطينيون خطًا أحمر لن يمكن تجاوزه.