قائمة الموقع

أزمة صحِّيَّة للأطفال في غزَّة.... الجدريُّ والجرب وانتشار الأمراض الجلديَّة

2025-09-07T19:16:00+03:00
أزمة صحِّيَّة للأطفال في غزَّة.... الجدريُّ والجرب وانتشار الأمراض الجلديَّة
فلسطين أون لاين

في ظل الظروف الإنسانية القاسية التي يعيشها سكان قطاع غزة، خاصة في المناطق المكتظة بالخيام، يواجه الأطفال كارثة صحية متفاقمة. انتشار الأمراض الجلدية مثل الطفح الجلدي والجدري المائي أصبح شائعًا بسبب انقطاع المياه النظيفة، والتلوث البيئي، والنقص الحاد في الأدوية والعلاجات.

هذه الأمراض لا تسبب فقط آلامًا جسدية شديدة، بل تؤدي أيضًا إلى ارتفاع درجات الحرارة ومضاعفات صحية قد تهدد الحياة، خاصة لدى الأطفال الصغار الذين يعانون ضعف المناعة بسبب سوء التغذية والازدحام.

قصص أطفال متأثرين

رسيل عجور، البالغة من العمر عامًا وشهرين، أصيبت بطفح جلدي عنيف انتشر على ساقيها ويديها ووجهها الصغير. بدأ الأمر ببثور حمراء تشبه الحروق، ثم تحولت إلى قروح مؤلمة تسبب حكة شديدة.

تقول والدتها، النازحة من حي تل الهوى نحو حي الدرج شرق مدينة غزة، وهي امرأة في الثلاثينيات تعيش في خيمة مؤقتة منذ أشهر: "كانت رسيل تبكي ليلاً ونهارًا من الألم، ولم أتمكن من تهدئتها. اضطررت إلى شراء مرهم ومضاد حيوي من صيدلية خاصة بأسعار مرتفعة، لكن ذلك لم يجدِ نفعًا."

بعد انتظار أربع ساعات في مستوصف محلي مزدحم، حصلت على مضاد حيوي بسيط فقط، حيث أخبرها الطبيب أنه "قد يساعد"، لكن عدم توفر الكريمات المضادة للحكة جعل الوضع أسوأ.

مر أسبوعان على إصابتها، ولا تزال تعاني من ارتفاع درجة الحرارة إلى 39 درجة مئوية، وتعتمد على الكمادات وحمامات الماء لخفض حرارتها، مع عدم توفر حتى المسكنات الأساسية.

لينا الشرفا، ابنة أربع سنوات، نزحت عائلتها من حي التفاح وأصيبت بالجدري المائي بعد ساعات طويلة تحت الشمس أثناء انتظار دورها في المستوصف. تعيش عائلتها في خيمة ملاصقة لمدرسة في حي الدرج منذ ثلاثة أشهر، حيث انقطع الماء النظيف تمامًا، مما اضطرها إلى استخدام مياه ملوثة من مصادر بعيدة.

تروي والدتها بصوت مكسور: "البثور غطت جسدها بالكامل، وهي تصرخ من الألم والحكة الشديدة."

ورغم الانتظار الطويل وسط مئات المراجعين، لم تحصل على أي كريمات أو علاجات لتخفيف الآثار، فقط مسكن بسيط غير كافٍ. مر أسبوعان على إصابتها، وارتفعت حرارتها إلى مستويات خطيرة، مما يهدد صحتها في ظل نقص الرعاية الطبية.

تضيف والدتها: "الخيمة مليئة بالغبار والحشرات، والمياه الملوثة هي السبب الرئيسي في انتشار العدوى."

محمد سلمي، النازح برفقة عائلته من حي الزيتون شرق مدينة غزة، البالغ ثلاث سنوات، أصيب بالجرب المعدي، الذي تحول إلى طفح جلدي واسع النطاق مع قروح مفتوحة وحكة مستمرة. يعيش في نفس المنطقة المزدحمة، حيث يعتمد على مياه غير آمنة للشرب والاستحمام، مما أدى إلى تفاقم الإصابة.

تقول والدته: "بدأ الأمر ببقع حمراء على يديه وبطنه، ثم انتشر إلى الجسم كله، مصحوبًا بحمى عالية تصل إلى 40 درجة. زرت المستوصف مرتين، لكن لا أدوية متوفرة، واضطررت إلى استخدام مراهم منزلية غير فعالة."

ويخشى الأطباء من مضاعفات مثل الالتهابات البكتيرية الثانوية، خاصة في ظل الازدحام في الخيام والتلوث البيئي.

أرقام وإحصاءات مقلقة

هذه الحالات ليست استثناء، بل جزء من أزمة صحية واسعة. وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، تم تسجيل: 96,417 حالة من الجرب والقمل منذ بداية الحرب، و9,274 حالة من الجدري المائي، و60,130 حالة من الطفح الجلدي، و10,000 حالة أخرى من الالتهابات الجلدية حتى يوليو 2024.

وأشارت المنظمة إلى أن هذه الأرقام ارتفعت بشكل ملحوظ في 2025 بسبب تدمير البنية التحتية للمياه والصرف الصحي.

في تصريح لـ UNICEF، قالت المنظمة: "عدم توفر المياه النظيفة يزيد من خطر الأمراض المعدية لدى الأطفال، ويجب توفير الإمدادات الفورية لتجنب كارثة أكبر."

أما منظمة "أطباء بلا حدود" (MSF)، فقد أكدت في تقريرها أن "الأطفال في غزة يعانون من أمراض جلدية شديدة بسبب الظروف غير الصحية، مع نقص حاد في الأدوية الأساسية مثل الكريمات المضادة للحكة والمضادات الحيوية."

من جانبها، أصدرت وزارة الصحة الفلسطينية بيانًا رسميًا يحذر من انتشار الجدري المائي والجرب بين النازحين، مشيرة إلى أن أكثر من 100,000 حالة من الطفح الجلدي والجرب تم تسجيلها حتى يونيو 2024، وأن الوضع يتفاقم يوميًا بسبب التلوث والازدحام.

كما دعت المنظمات الأهلية مثل منظمة الدفاع عن الأطفال الدولية - فلسطين (DCIP) إلى تدخل عاجل، قائلة: "الأطفال مغطون بالبثور، والجدري المائي ينتشر بسرعة بسبب الجينوسايد الإسرائيلي المستمر."

اخبار ذات صلة