بينما تستمر العمليات العسكرية في غزة، تتوالى الأنباء السيئة على (إسرائيل) من الخارج، خصوصاً من الولايات المتحدة، حيث تشهد (تل أبيب) تراجعاً حاداً في الدعم السياسي والشعبي الأميركي، وصل إلى مستويات غير مسبوقة.
ووفق ما نشر موقع "يديعوت أحرنوت" اليوم الأحد، في مقال للكاتب بن درور يميني، فإنه استنادًا إلى استطلاعات حديثة، يعارض 60% من الأميركيين إرسال مساعدات عسكرية إضافية إلى (إسرائيل)، فيما يؤيد ذلك 32% فقط. ويتضح أن الانقسام الحزبي في المواقف يتعمق: 75% من الديمقراطيين يعارضون المساعدات، 37% من الجمهوريين يشاركونهم الموقف ذاته.
وتشير الأرقام إلى تحول حاد في المزاج الأميركي: 36% فقط من الأميركيين يعبّرون عن دعمهم لـ(إسرائيل)، مقارنة بـ 37% للفلسطينيين، 50% يرون أن (إسرائيل) ترتكب "إبادة جماعية" في غزة، مقابل 35% لا يوافقون.
ووفق الكاتب فإن التغير لم يقتصر على الشارع، بل وصل إلى قلب الحزب الديمقراطي الأميركي. فقد تراجع الحزب مؤخرًا عن قرار يدعم "حل الدولتين"، لا بسبب الرفض الفلسطيني، بل نتيجة تصاعد نفوذ الجناح التقدمي داخله، والذي يعارض أي خطة تعترف بـ(إسرائيل). شعارات مثل "من النهر إلى البحر" لم تعد حكرًا على الحركات الطلابية، بل أصبحت جزءًا من أجندة السياسيين.
ويحذر الكاتب من أن هذا التحول سيتعمق أكثر إذا عاد الديمقراطيون إلى البيت الأبيض أو حصلوا على الأغلبية في الكونغرس. حتى شخصيات كانت تُعد من أصدقاء (إسرائيل) في الإدارة الأميركية، مثل مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، أعلنت مؤخراً دعمها لفرض حظر أسلحة على (إسرائيل).
في المقابل، احتفلت الحكومة الإسرائيلية الأسبوع الماضي بالإعلان عن إقامة 17 مستوطنة جديدة في منطقة بنيامين بالضفة الغربية، وهي خطوة يرى مراقبون أنها تؤدي إلى تفاقم العزلة السياسية لـ(إسرائيل) وتُضعف موقفها الدولي في لحظة حرجة.
لكن يبقى السؤال المطروح في (إسرائيل): ماذا سيحدث للرأي العام الأميركي إذا قررت (إسرائيل) اقتحام مدينة غزة بالكامل؟
الكاتب يحذر من أن تجاهل هذا التحول في الرأي العام الغربي، خاصة الأميركي، قد يؤدي إلى عواقب استراتيجية خطيرة لا تقل خطورة عن المعارك العسكرية الجارية.