فلسطين أون لاين

المشهد الوطني بين حريص ومتآمر

هناك اجتهادات متعددة من أطراف فلسطينية وعربية ودولية لصياغة مشهد خاص بحكم قطاع غزة، وذلك في سياق الجهود الرامية لوقف حرب الإبادة وإنقاذ الشعب الفلسطيني من آلة الحرب والدمار الصهيونية التي تفتك بالفلسطينيين، لكنّ أيًا من هذه الاجتهادات لم تُفضِ لنتائج مثمرة، فيما بقت كل المقترحات "حبيسة الأدراج" في إطارها النظري تراوح ذات المكان، لا لشئ سوى أن الاحتلال يعطل اي مسار لوقف وإنهاء هذه الحرب، ويسعى جاهدا لتعطيل أي حلول خلاقة لإنقاذ وإغاثة سكان قطاع غزة، وإبقائهم غارقين في دوائر الخوف والدمار واليأس والإحباط دون حلول سياسية أو أي أمل قريب بوقف هذه الحرب.

يأتي ذلك في ظل (حالة من التضاد) في الجهود السياسية التي تقودها الأطراف، وحتى لا نتوسع كثيرا في بواعث وبرامج وأهداف كل طرف، فإن الحالة الان تتلخص بين فريقين الأول: من يريد تعزيز صمود الشعب الفلسطيني ودعم مقاومته المشروعة ووقف حرب الإبادة دون الرضوخ للاحتلال أو التنازل عن حقوق الفلسطينيين، والعمل على منع أي وصاية على شعبنا وإفشال أي مخطط لفرض إملاءات عليه تؤدي لتكريس وتأبيد الاحتلال.

 والفريق الثاني: يسعى لاستغلال الظروف الراهنة، ويحاول جاهدا تحطيم ومحاصرة المقاومة، وتشويه صورتها في محاولة لشيطنتها وتحميلها كاملة المسؤولية عن جرائم الاحتلال، ويتفق تماما بل يدعم المطالب الرامية "لنزع سلاح المقاومة" ونفي قياداتها خارج القطاع، ويستجيب بصورة دائمة لاي مقترحات للوصاية أو الإملاء تحت ذرائع عدة في تماهٍ واضح مع مطالب قيادة الاحتلال وحلفائهم الأمريكيين.

هذه الصورة ليست غائبة عن كل مراقب فكلا الفريقين فلسطيني فلسطيني، فشتان بين من يتحرك مدعوما من شعبه ومقاومته، ومن يتحرك بدعم أمريكي إسرائيلي، صحيح أن هذه معضلة في الواقع الفلسطيني، لكن حتما فإن الارتهان إلى الأعداء والتحالف معهم هي خسارة لهذا الفريق، ولن يحققوا أي نتائج تذكر مهما حلموا وتخيلوا بأنهم الأعلون في المشهد السياسي الفلسطيني، في حين ستبقى راية الوطن والوطنيين الشرفاء تحلق عاليا، ولن يكونوا في أي موقف مذل أو منتكس؛ لأنه ظهورهم مسنودة بشعبنا وبمقاومته الباسلة، وقبل ذلك من الله سبحانه وتعالى، لأنهم أمناء مخلصين وقفوا عند مسؤولياتهم وأماناتهم وضحوا في سبيل دينهم ثم أوطانهم بأغلى وأعز ما يملكون هم وذرياتهم.
 

المصدر / فلسطين أون لاين