في جلسة مغلقة عقدتها محكمة العدل العليا أمس، وجّه قضاة المحكمة انتقادات حادة إلى وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، بسبب قرار منعه ممثلي الصليب الأحمر من زيارة السجناء الفلسطينيين المتهمين بتنفيذ هجوم النقب، المعروف إعلاميًا بـ"إرهابيو النقب".
وبحسب ما نقل موقع "القناة 7"، شبّه القاضي يتسحاق عميت ظروف السجون الإسرائيلية بما يحدث في معتقل غوانتانامو الأمريكي، قائلاً: "يُقال في العالم اليوم إن السجون في إسرائيل تحوّلت إلى غوانتانامو، هناك حديث عن مجاعة وموت السجناء، وأنتم تضعون المحكمة في الواجهة".
وأضافت القاضية دافنا باراك إيرز: "حتى في أصعب الأوقات، لم يُمنع أهالي السجناء من معرفة مصير أبنائهم أو أماكن احتجازهم. كيف لا تُقدّم أي معلومة عن مكان وجودهم؟ هذا أمر غير مسبوق."
كما طرحت القاضية باراك إيرز سؤالًا مباشرًا على رئيس قسم الاستخبارات في مصلحة السجون الإسرائيلية، مستفسرة عن مدى كفاءة النظام الأمني: "هل أنتم عاجزون إلى هذا الحد عن التعامل مع ممثل واحد للصليب الأحمر؟" فردّ رئيس الاستخبارات بأن مناقشة المحكمة أصبحت ذات أبعاد دعائية داخل السجون، مشيرًا إلى أن السجناء يستخدمون هذا النقاش لتعزيز مطالبهم بالحصول على زيارة الصليب الأحمر.
ويأتي هذا الجدل بعد تقديم التماس رسمي إلى المحكمة ضد قرار بن غفير، وسط انتقادات واسعة في الأوساط الحقوقية والدولية، حيث يُخشى أن يؤدي القرار إلى زيادة عزلة إسرائيل الحقوقية وإضعاف صورتها أمام المجتمع الدولي.

