في مقال رأي للكاتب سابير بلوكر، يعيش رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أزمة ثقة متفاقمة، انعكست بوضوح في مظاهرة (تل أبيب) الحاشدة مساء الأحد، حيث خرج مئات الآلاف بدافع أساسي هو التضامن مع عائلات الأسرى، لكن ما وحّدهم أيضًا كان الغضب العارم من نتنياهو وسياسته في إدارة الحرب.
وفق استطلاعات الرأي، أقل من سدس الإسرائيليين يعتبرون نتنياهو سياسيًا جديرًا بالثقة. وعلى الرغم من تاريخه الطويل في المراوغة السياسية، فإن الشكوك حول نواياه بلغت ذروتها في الأسابيع الأخيرة، وسط اتهامات متزايدة بتوظيف الحرب للبقاء في منصبه وتأجيل الانتخابات، بالتوازي مع محاكمته الجارية.
ووفق المقال الذي نشره موقع "يديعوت أحرنوت" اليوم الثلاثاء، فإن المظاهرة الأخيرة لم تكن فقط إنسانية، بل سياسية بامتياز.
إذ عبّر المتظاهرون عن قناعتهم بأن نتنياهو يماطل في التوصل إلى صفقة لإطلاق سراح الأسرى، ويستخدم خطابًا مضللًا ومتقلبًا بشأن شروط إنهاء الحرب. حتى عندما طرح خطة شاملة لإطلاق سراحهم، قوبل الأمر بالتشكيك، في ظل اعتقاد سائد بأن نواياه لا تزال محكومة بمصالحه الشخصية لا بالأمن القومي أو القيم الإنسانية.
أحد أبرز الانتقادات وُجّهت لتصريح نتنياهو بأن (إسرائيل) ستستأنف القتال ضد حماس بمجرد إطلاق سراح آخر أسير، ما دفع مراقبين إلى القول إن الحركة لن توافق على صفقة تُخرق مسبقًا.
وفي المقابل، يرى بعض كبار العسكريين أن بإمكان الحكومة توقيع اتفاق فقط لإعادة الأسرى، ثم استغلال أول فرصة لاستئناف القتال، ما يعمق الفجوة بين النوايا والتصريحات.
وفي نظر طيف واسع من الإسرائيليين، أصبح نتنياهو رمزًا لفقدان البوصلة الأخلاقية في السياسة. وحّدت الاحتجاجات التي اجتاحت البلاد شعارًا بات يتردد علنًا: "فقط لا بيبي"، في إشارة إلى رغبة الشارع في طي صفحة نتنياهو، الشارع فقد ثقته، والمعركة لم تعد فقط على الجبهة، بل أيضًا في قلوب الناس.