فلسطين أون لاين

#رسالة_قرآنية_من_محرقة_غزة

*﴿ليستفزونك من الأرض ليُخرِجوك﴾*     الإسراء 76

تهجير فلسطين ليس مجرد حدثٍ عابر، بل هو فصلٌ من ملحمةٍ أزلية تُكتب بحبر الدم والدموع، امتدادٌ لمكر قريش الذي استهدف خير البشرية محمدًا ﷺ، حيث خطط المعتدون للاعتقال، القتل، الإبادة، والإخراج من الأرض. لكن مكر الله تعالى فوق كل مكر، وشعبنا العظيم، رغم النكبات المتعاقبة، صمد في وجه الطغيان، من دير ياسين إلى محرقة غزة، يزرع الأمل على رماد الدمار، يرفض الانحناء إلا لله، ويصرخ بصوت يهز الجبال: لا مهجرة، لا نكسة، فلسطين لنا، والعودة حتمية مهما اشتدت المحن.

التهجير كان خيارًا واضحًا للمعتدين: الاعتقال، الحصار، القتل، أو الإخراج القسري من الأرض، لكن وعد الله كان فوق كل مكيدة {وَمَكْرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} الأنفال: 30. اليوم، يواجه شعب فلسطين نفس الحرب: الاعتقالات، التعذيب، المجازر، القتل والإبادة الجماعية، والتهجير القسري، لكن عزيمته صلبة كالصخر، لا يلين، لا يزول، ولا يذوب في نار الظلم.

النكبة عام 1948 كانت إخراجًا قسريًا لشعب كامل من وطنه، عبر الإرهاب والمجازر، وتجاوزت المجازر أكثر من 530 مدينة وقرية. منذ ذلك اليوم، أصبح الشعب الفلسطيني في الشتات، لكن الأرض باقية، والذاكرة حية، والأمل لا يموت.

المخططات لم تتوقف، من مشروع آلون عام 1967 إلى مشاريع التوطين والتهجير الحديثة، مرورًا بالمدن الإنسانية المزيفة وصفقة القرن، وكلها تحاول طمس الوجود الفلسطيني بالقوة العسكرية والإخلاء القسري. لكن غزة صامدة بإيمان وعزيمة لا تنكسر، تقول بصوت واحد للعالم: هذه الأرض لنا، وسنعود إليها مهما طال الزمن.

في غزة، يسعى الاحتلال لإخراج السكان بالقوة، عبر القصف والتدمير، الحصار والضغط النفسي، أو أوامر الإخلاء، ودفع السكان إلى مناطق مكتظة، ثم فتح ممرات صعبة للخروج، وتثبيت الأمر الواقع. لكن أهلنا، بمئات الآلاف، ثبتهم الله، لم يخرجوا، صامدين في بيوتهم المدمرة وخيامهم المهترئة، يرددون: "يا غزة يا الجنة، هذه الأرض لنا، وسنثبت فيها مهما طال الليل".

المخططات تشمل الضفة الغربية أيضًا، حيث تحاول عصابات المستوطنين إخراج أهلها إلى الأردن، تحت شعار "الأرض لا تتسع لشعبين"، بدعم أمريكي لا محدود، وصولًا إلى صفقة القرن التي تهدف إلى تصفية قضية اللاجئين وضم الضفة الغربية والقدس، لكن الله تعالى يقول: {وَيمَكْرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ}، والخيارات واضحة: الثبات والمقاومة {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}.

التهجير القسري ليس فقط قصفًا أو تدميرًا، بل حرب على الروح، على الحياة اليومية، على المدارس والمستشفيات والمزارع والبيوت. الحصار، الخوف، والضغط النفسي، كلها أدوات لإجبار الشعب على الخروج من أرضه، لكن صمود الفلسطينيين يكسر كل المخططات، ويؤكد أن الحق لن يسقط، وأن الأرض باقية في ذاكرة الأجيال، حتى تعود لكل لاجئ، وتستعيد فلسطين كامل حقوقها.

إن إفشال مخططات التهجير يتطلب جبهة موحدة فلسطينية وعربية ودولية، قوة إعلامية وسياسية وقانونية، حماية للأونروا، تفعيل القرارات الدولية، ومقاومة مستمرة على الأرض وفي كل المحافل. فالعودة ليست خيارًا، بل واجب أخلاقي وتاريخي، هي الشمس التي لا تغيب، نبض الحياة في صدر كل فلسطيني، وصرخة الأرض التي لم تُنسَ عبر الزمان.

غزة، قلب فلسطين النابض، تواجه اليوم المخاطر نفسها، لكن أهلها كالجبال الراسخة في وجه الأعاصير، يثبتون أن الأرض لا تُنتزع بالقوة، وأن الشعب لا يُقهر مهما طال الليل. غزة باقية، فلسطين باقية، والعودة حتمية، كما الشروق بعد الليل الطويل، كما الشمس التي لا تُخفي نورها مهما حاول الظلام.

من النكبة في عام 1948 إلى كل مخططات التوطين والتهجير، حاول الاحتلال طمس الوجود الفلسطيني بالقوة، عبر مشاريع سرية وخرائط مزورة، من سيناء إلى المدن الإنسانية، ومن صفقة القرن إلى محاولات إعادة كتابة الجغرافيا بالقوة العسكرية والإخلاء القسري. لكن غزة، صامدة بإيمان وعزيمة لا تنكسر، تقول للعالم بصوت واحد: "هذه الأرض لنا، وسنعود إليها مهما طال الزمن".

أهلي شعب غزةالعظيم، رغم كل القصف والتهجير والحصار، صامدون، رافعين راية الحق، متمسكين بأرضهم وكرامتهم. وإن غابت العيون عن رؤيتهم، فإن التاريخ لن يغفل صمودهم، ولن تُمحى ذاكرة الأرض. غزة باقية، فلسطين باقية، والعودة حتمية، كما الشروق بعد الليل الطويل، كما الشمس التي لا تُخفي نورها، مهما حاول الظلام.

المصدر / فلسطين أون لاين