أكدت وزارة الخارجية المصرية رفض القاهرة المطلق لأي مخططات إسرائيلية تستهدف تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه التاريخية، سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية، تحت أي ذريعة أو مسمى.
وأعربت الخارجية في بيان لها عن قلق بالغ إزاء ما تردد مؤخراً حول مشاورات إسرائيلية مع بعض الدول لقبول تهجير الفلسطينيين من غزة إلى أراضيها، معتبرة أن هذه التحركات تندرج ضمن سياسة ممنهجة تسعى لتفريغ الأرض الفلسطينية من سكانها الشرعيين وفرض واقع استيطاني يفضي إلى تصفية القضية الفلسطينية.
وشددت مصر على أنها تواصل اتصالاتها مع الدول المعنية، والتي نفت بدورها قبول مثل هذه المخططات، مؤكدة أن التهجير سواء كان قسرياً أو عبر سياسات التجويع والمصادرة والاستيطان، مرفوض جملةً وتفصيلاً.
وجددت القاهرة تأكيدها أنها لن تقبل ولن تشارك في أي ترتيبات تؤدي إلى تهجير الفلسطينيين، واعتبرت ذلك "ظلماً تاريخياً وجريمة لا سند أخلاقي أو قانوني لها"، محذرة من أن تنفيذ مثل هذه المخططات سيعني بالضرورة تصفية القضية الفلسطينية.
كما دعت مصر كافة دول العالم المحبة للسلام إلى عدم التورط في هذه الجريمة التي وصفتها بأنها "غير أخلاقية، ومخالفة للقانون الدولي الإنساني، وتشكل جريمة حرب وتطهيراً عرقياً وخرقاً لاتفاقيات جنيف الأربع".
وختمت مصر تحذيرها بالتأكيد على أن أي طرف يشارك في هذه الجريمة سيتحمل مسؤولية تاريخية وقانونية كاملة وما قد يترتب عليها من تداعيات سياسية خطيرة على المستويين الإقليمي والدولي.
والأربعاء قالت القناة 12 العبرية، إن تل أبيب تجري اتصالات مع 4 دول إضافة إلى إقليم "أرض الصومال" لمحاولة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.
وذكرت القناة في تقرير متلفز أن الدول التي تجري إسرائيل اتصالات معها هي "إندونيسيا، وليبيا، وأوغندا، وجنوب السودان، وإقليم أرض الصومال"، مدعية وجود "تقدم في المباحثات بهذا الشأن مع إندونيسيا وإقليم أرض الصومال (لا يتمتع باعتراف رسمي منذ إعلانه الانفصال عن الصومال عام 1991)".
في المقابل، نفت وزارة خارجية جنوب السودان، الأربعاء، مزاعم إجراء حكومة جوبا مناقشات مع إسرائيل "بشأن توطين مواطنين فلسطينيين من غزة" في أراضيها.
وتتمسك إسرائيل بمخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير فلسطينيي غزة قسريا، لكنه يواجه رفضا فلسطينيا وعربيا وإسلاميا ودوليا واسعا، لانتهاكه القانون الدولي والإنساني.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 61 ألفا و944 شهيدًا و155 ألفا و886 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 258 شخصا، بينهم 110 أطفال.

