كشف الرئيس الأسبق لمجلس الأمن القومي لدى الاحتلال، غيورا آيلاند، عن معارضته لسياسة الحكومة والجيش الإسرائيلي في حرب غزة، معتبرًا أن الاستراتيجية العسكرية المتبعة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 قائمة على "ثلاثة افتراضات خاطئة" أدت إلى نتائج كارثية.
وقال آيلاند، والذي عُرف بـ "مهندس خطة الجنرالات" في مقال نشره موقع "واللا" العبري، إن الحكومة والجيش اعتمدا منذ بداية الحرب على فرضية أن الضغط العسكري وحده يمكن أن يحقق النصر، رغم أنه يؤدي لقتل الفلسطينيين، مسلحين ومدنيين، وتدمير البنية التحتية، دون أن يدفع قيادة حماس للاستسلام أو التنازل.
وأضاف أن الافتراض الثاني كان أن احتلال الأراضي في غزة والسيطرة عليها سيضغط على حماس، لكنه أشار إلى تجارب تاريخية فاشلة في فيتنام وأفغانستان ولبنان والعراق، مؤكّدًا أن البقاء العسكري وسط سكان معادين يؤدي دائمًا إلى هجمات عنيفة، موضحًا أن الوضع في غزة أكثر تعقيدًا بسبب شبكة الأنفاق.
أما الافتراض الثالث، بحسب آيلاند، فكان سياسيًا بالدرجة الأولى، ويتمثل في إمكانية الفصل بين المدنيين وحماس عبر إقامة مراكز توزيع طعام و"مدينة إنسانية" جنوب القطاع، وهو ما اعتبره وهمًا.
وكشف آيلاند أنه منذ الأسبوع الأول للحرب أدرك خطأ هذه الافتراضات، واقترح خطة تقوم على تحويل محور نتساريم إلى حدود جنوبية مؤقتة مع قطاع غزة، ثم توجيه إنذار نهائي لحماس بقبول صفقة شاملة للأسرى أو خسارة ثلث القطاع إلى الأبد، لكنه قال إن الحكومة والجيش رفضا المقترح رغم تأييد بعض الجنرالات وكبار الضباط له.
وأوضح أن رفض الخطة أدى إلى مقتل وإصابة مئات الجنود الإسرائيليين في معارك متكررة وغير ضرورية في مناطق شمال غزة، مثل بيت حانون والشجاعية وجباليا.
وأشار إلى أنه بدأ مؤخرًا بالدعوة لإبرام صفقة تبادل مع حماس لإنقاذ مئات الجنود ومنع مقتل آلاف المدنيين الفلسطينيين، متهمًا الحكومة باختيار الفشل بدلًا من النصر، لافتًا إلى تعرضه لهجمات إعلامية منسقة في قنوات تلفزيونية إسرائيلية، اتهمته بتقديم نصائح خاطئة تسببت في فشل عملية "عربات غدعون" وانهيار سياسي وعسكري.

