فلسطين أون لاين

كارثة صحيَّة جديدة... مرض الشلل المتصاعد يهدد أطفال غزة

...
زيادة حالات الشلل المتصاعد وسوء التغذية يهددان الأطفال والنساء.
متابعة/ فلسطين أون لاين

حذر مدير مجمع الشفاء الطبي، محمد أبو سلمية، في مداخلة مع قناة الجزيرة، من أن ثلاثة أطفال يواجهون خطر الموت بسبب إصابتهم بمرض الشلل المتصاعد، داعياً إلى التعجيل بإدخال الأدوية الخاصة بهذا المرض وبقية الأمراض إلى قطاع غزة.

وأعلن مجمع ناصر الطبي اليوم الأربعاء وفاة طفل من مدينة خان يونس جنوب القطاع نتيجة إصابته بالمرض.

وأشار أبو سلمية إلى نقص حاد في جميع الأدوية الحيوية، بما في ذلك أدوية التخدير والمضادات الحيوية وعلاجات السرطان، مؤكداً أن منظمة الصحة العالمية أعلنت أن رصيد القطاع من الأدوية شارفت الصفر تقريباً.

وتطرق إلى سوء التغذية الذي يضرب القطاع بشكل كبير، مشيراً إلى أن عدد حالات سوء التغذية ارتفع من نحو 3 آلاف إلى 4 آلاف في مايو/أيار الماضي، إلى 7 آلاف في يونيو/حزيران، ثم إلى 12 ألفاً في يوليو/تموز، قبل أن يسجل 10 آلاف حالة في أغسطس/آب.

وأضاف أن المجاعة تؤثر بشدة على الأطفال، حيث يوجد 320 ألف طفل دون الخامسة، بينهم 20 ألفاً بحاجة عاجلة إلى تدخل طبي، في ظل نقص الفيتامينات والمكملات الغذائية والبروتينات، مع توفر الحد الأدنى فقط من المحاليل الملحية ومحلول السكر للحفاظ على حياتهم.

كما كشف أن 55 ألف امرأة حامل تعاني من سوء التغذية، ما أدى إلى نقص المناعة وحدوث ولادات مبكرة في الحضانات.

وتشهد غزة انتشاراً للأوبئة والنزلات المعوية بسبب نقص المياه الصالحة للشرب، إلى جانب أمراض جلدية ناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة.

وأوضح أبو سلمية أن المستشفيات مكتظة بالجرحى والمجوعين، لكنها عاجزة عن تقديم الرعاية الطبية بسبب الانهيار الكامل للمنظومة الصحية، بما في ذلك مرضى القلب والسكري والضغط وغسيل الكلى الذين لا يحصلون على علاجهم.

في جنوبي القطاع، أفاد رئيس قسم الأطفال في مجمع ناصر الطبي، الدكتور أحمد الفرا، أن مرض الشلل المتصاعد تسبب حتى الآن بوفاة خمس حالات، منها أربع أطفال وسيدة تبلغ من العمر 60 عامًا، وذلك بعد وفاة طفل جديد نتيجة الإصابة بالمرض.

وأوضح أن عدد الإصابات المسجلة لدى وزارة الصحة يقارب 100 حالة، نصفهم دون سن الخامسة عشرة والنصف الآخر من الفئات العمرية الأكبر.

وأشار الدكتور الفرا إلى أن المرض يظهر بثلاثة سيناريوهات؛ الأول يتمثل بضعف الأعصاب مع تعافٍ تلقائي ويشكل نحو 30% من الحالات، والثاني يتمثل بانتشار المرض في أنحاء الجسم دون التأثير على عضلات الجهاز التنفسي ويشكل أيضًا نحو 30% من الحالات، أما السيناريو الثالث فيشمل وصول المرض إلى عضلات الجهاز التنفسي ما يستدعي وضع المريض على جهاز تنفس صناعي وغالبًا ما يؤدي إلى الوفاة، مشددًا على أن المراحل المتقدمة من المرض تشكل خطرًا كبيرًا على حياة المصابين، خاصة الأطفال وكبار السن.