قائمة الموقع

اتهامات خطيرة لـ "غزة الإنسانية" بعد تسريب شروط مشبوهة للتوظيف

2025-08-08T18:06:00+03:00
اتهامات خطيرة لـ "غزة الإنسانية" بعد تسريب شروط مشبوهة للتوظيف

تتعرض مؤسسة "غزة الإنسانية" (GHF)، وهي منظمة أمريكية غير ربحية تقدم مساعدات غذائية في قطاع غزة بدعم من جهات أمريكية وإسرائيلية، لسيل من الانتقادات والاتهامات الحقوقية إثر تسريب معلومات حول طبيعة عملها وشروط التوظيف الأمنية المثيرة للجدل لمتعاقديها.

كشف تحقيق نشره موقع "ذا إنترسبت" الأمريكي أن المؤسسة تعتمد في توزيع المساعدات على مقاولين أمنيين مسلحين يتم اختيارهم بناءً على مهارات قتالية بحتة، تشمل القدرة على "إطلاق النار، الحركة، والتواصل"، وهي شروط لا تتوافق مع طبيعة العمل الإنساني الموجه لخدمة المدنيين المحتاجين.

رغم تصوير نفسها كمبادرة إنسانية تسعى لمواجهة المجاعة المنتشرة في غزة، تكشف الخلفيات الأيديولوجية وسلوكيات هؤلاء الموظفين الأمنيين عن واقع مؤلم، إذ تحولت عمليات توزيع الغذاء إلى مشاهد عنف وترهيب تضر بالسكان الفلسطينيين وتزيد من معاناتهم.

 "هل لا تزال قادراً على إطلاق النار؟"

في منشور على "فيسبوك"، دعا جوني "تاز" مولفورد، مقاول أمني أمريكي سابق وعضو في نادي دراجات نارية متطرف يُدعى "الكفار" (Infidels)، المتقدمين للانضمام إلى فريق في غزة إلى أن يكونوا قادرين على "إطلاق النار، الحركة، والتواصل".

مولفورد، الذي خدم في مشاة البحرية والجيش الأمريكي، يعمل في شركة UG Solutions الأمنية المتعاقدة مع GHF، والمكلفة بتأمين نقاط توزيع المساعدات. وأقر بوجوده عند نقاط تفتيش إسرائيلية لكنه رفض الإدلاء بتفاصيل إضافية.

ينتمي مولفورد إلى نادي يرمز إلى الحروب الصليبية عبر الصلبان وشم "فرسان الهيكل" وتاريخ 1095، الذي يشير إلى الحملة الصليبية الأولى، مما يثير مخاوف من أن نشاط توزيع المساعدات تحول إلى أداة لأعمال عدائية ممنهجة ضد الفلسطينيين.

تشير تقارير الأمم المتحدة إلى ارتقاء أكثر من 1700 فلسطيني منذ بدء نشاطات GHF في غزة، منهم 859 قرب مراكز التوزيع، و514 أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات، مما يبرز أن عمليات التوزيع تتم وسط بيئة مسلحة ومهددة بالخطر.

تتعاون GHF مع عدة شركات أمنية أمريكية، أبرزها UG Solutions التي يديرها ضباط سابقون في الاستخبارات والقوات الخاصة، وتوظف قدامى المحاربين. تستخدم هذه الشركات أساليب قمعية تشمل السيطرة بالقوة، استخدام رذاذ الفلفل، وإطلاق طلقات تحذيرية، وسط سكان يعانون من الجوع واليأس.

دفعت هذه الانتهاكات منظمات إغاثية دولية إلى مقاطعة GHF، معتبرة أن توظيف مقاولين مسلحين يشكل خرقًا لمبادئ الحياد والإنسانية.

كما شملت الانتهاكات تصريحات شريك للمؤسسة، ماثيو مورفي، مدير "Sentinel Foundation"، الذي وصف الإسلام بأنه "أيديولوجية يجب قمعها"، ووصف فلسطين بأنها "مكان لا يستحق الاهتمام".

ورغم فضائح بهذا الحجم، لم تصدر GHF أو شركاؤها أي توضيحات حقيقية، واكتفى متحدث باسم UG Solutions بالتأكيد على فحوصات خلفية للموظفين دون تناول توجهاتهم أو معتقداتهم.

أثار الملف جدلاً واسعًا في أوساط حقوق الإنسان والكونغرس الأمريكي، حيث حذر أربعة نواب ديمقراطيين شركة UG Solutions من احتمال تحميل موظفيها المسؤولية القانونية في حال ثبوت ارتكابهم جرائم حرب.

تؤكد منظمات حقوقية أن ما يحدث في غزة لم يعد مجرد توزيع مساعدات إنسانية، بل نموذجًا خطيرًا لتحويل الإغاثة إلى أداة للقمع والعنف، في ظل حصار وتجويع ممنهجين. وعندما يصبح "إطلاق النار" شرطًا للعمل في منظمة تحمل اسم "إنساني"، فالمطلوب تحقيق دولي شفاف ومحاسبة شاملة لكل المتورطين.

اخبار ذات صلة