حذرت المؤرخة المقدسية الدكتورة نائلة الوعري من التصريحات التي أطلقها وزير مالية الاحتلال الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش، التي كشفت بشكل فج عن نوايا استعمارية توسعية تهدد الأمن العربي برمته.
وصرح سموتريتش، مؤخرا، عبر قناة أوروبية برغبته في إقامة "دولة يهودية" تمتد لتشمل الأردن وأجزاء من مصر ولبنان والسعودية والعراق، مشيرا إلى أن "قدر القدس أن تمتد إلى دمشق"، مستندًا في أقواله إلى ما أسماه "كبار الحكماء الدينيين".
وأكدت الوعري لـ "فلسطين أون لاين"، أن ما قاله سموتريتش ليس مجرد رأي فردي، بل هو تعبير واضح عن العقيدة الصهيونية التي تحكم عقل المؤسسة الإسرائيلية، والتي طالما حلمت بمشروع "إسرائيل الكبرى".
وأضافت، هو لا يتحدث عن حدود دولة، بل عن كيان توسعي لا يكتفي بفلسطين، بل يسعى لاجتياح المنطقة كلها تحت عباءة دينية ملفقة.
وشددت الوعري على أن استناد سموتريتش إلى نصوص توراتية وتأويلات تلمودية متطرفة لتحريك مشروع سياسي هو أخطر ما في الأمر، لأنه يشرعن الغزو والاستيطان لا باعتباره ضرورة أمنية، بل باعتباره "قدرا إلهيا".
وسبق لسموتريتش، أن ظهر في ٢٠٢٣ باحتفال في باريس وخلفه لوحة تظهر "أرض إسرائيل الكبرى" التي تشمل فلسطين والأردن، وتحدث عن أن الشعب الفلسطيني "اختراع حديث"، قائلا: "لا يوجد شيء اسمه شعب فلسطيني"، وهو ما اعتبر إنكارا وجوديا لهوية الشعب الفلسطيني وتأريخيته.
وفي عام 2016، قال سموتريتش إن "مصير القدس هو أن تمتد إلى دمشق"، وأن دولة إسرائيل يجب أن تشمل أيضا مناطق مثل شرق الأردن ومناطق من سوريا ولبنان ومصر والعراق، وهو ما أثار إدانات عربية رسمية، خاصة من الأردن التي اعتبرت هذه التصريحات انعكاسا للفكر المتطرف المتحيز للاستيلاء على الأراضي العربية.
ونبهت المؤرخة الفلسطينية، إلى أن جعل القدس مركز انطلاق نحو دمشق، ليس فقط محاولة للتمدد الجغرافي، بل هو إضفاء قدسية زائفة على مشروع استيطاني يهدف لمحو الحدود، وهدم الكيانات، واستبدالها بخريطة استعمارية جديدة مبنية على الأسطورة والتزييف.
وتساءلت، أي دولة هذه التي تحتاج إلى خرافة لتبرير وجودها، وتحتاج إلى فناء الآخرين لتشعر بأنها "هنا"؟ منذ متى تبنى الأمم على أنقاض شعوب قائمة؟ ما من كيان في التاريخ تمدد بهذه الطريقة إلا وانهار، لأن ما يبنى على الباطل لا يدوم.
واستنكرت الوعري محاولات الاحتلال تحويل الأساطير إلى وقائع، وتزييف التاريخ لصنع دولة بلا جذور حقيقية، دولة تعتمد على التحالفات المؤقتة، والقوة العسكرية، والخطاب التوراتي المحرض لتوسيع نفوذها على حساب سيادة دول كاملة.
ودعت العرب شعوبا وقيادات إلى التعامل مع هذه التصريحات باعتبارها ناقوس خطر، وإعلان نوايا رسمي لمشروع تفكيك المنطقة. هذا ليس مجرد تصريح، بل بداية مرحلة جديدة من التهديد يجب مواجهتها بالوعي، واليقظة، والرد العربي الموحد.

