قائمة الموقع

قيادي بفتح لـ "فلسطين": الاحتلال يشن حرب إبادة شاملة.. نحتاج لنهوض وطني لوقف الانهيار

2025-08-07T16:20:00+03:00
قيادي بفتح لـ "فلسطين": الاحتلال يشن حرب إبادة شاملة.. نحتاج لنهوض وطني لوقف الانهيار
فلسطين أون لاين

قال القيادي في حركة "فتح" أحمد غنيم إن الاحتلال الإسرائيلي يشنّ حرب إبادة غير مسبوقة في التاريخ الحديث ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، بالتوازي مع عمليات تهجير وإعادة هندسة ديموغرافية ممنهجة في الضفة الغربية، مؤكداً أن الواقع في الضفة لا يقل خطورة عن المجازر الجارية في القطاع، بل يحمل مؤشرات كارثية على المدى القريب.

وشدد غنيم في حديث مع صحيفة "فلسطين"، على أن حكومة الاحتلال الأكثر تطرفاً في تاريخ (إسرائيل) تمارس سياسات ممنهجة لاقتلاع الفلسطينيين، وخصوصاً من المخيمات في شمال الضفة، لافتاً إلى أن أكثر من 50 ألف مواطن تم تهجيرهم قسرياً من مناطقهم في طوباس وطولكرم وجنين خلال الأشهر الأخيرة، ضمن خطة لإفراغ الأرض من أصحابها الأصليين.

وأشار إلى أن الاحتلال يستغل الوضع الإقليمي والدولي لتحقيق أهدافه، قائلاً: "الاحتلال بات يشعر أنه لا وزن سياسي أو عسكري للعرب، ولا حتى التزام أخلاقي بإنقاذ الفلسطينيين. لم يتم تفعيل بندٍ واحد من اتفاقية الدفاع العربي المشترك، حتى بند الغذاء لم يُفعَّل رغم المجاعة التي تضرب غزة."

ثلاثة عوامل لتوحش الاحتلال

واعتبر غنيم أن ثلاثة عوامل أساسية ساعدت الاحتلال على التوحش وشنّ حرب إبادة في غزة، أولها غياب الردع العربي حيث أصبحت (إسرائيل) تدرك أن بإمكانها ارتكاب المجازر دون أي تبعات أو تحركات عربية جدية.

والعامل الثاني التواطؤ الغربي، حيث قال غنيم إن "المنظومة الغربية المنافقة تتحمّل مسؤولية مباشرة، لا فقط في صمتها، بل في تغطيتها السياسية للحرب، وخاصة من خلال مجلس الأمن الذي لم يصدر أي قرار حقيقي لوقف المذابح".

والعامل الثالث هو تفرج الشعوب العربية، إذ رأى أن صمت الشعوب وعدم تحركها شكل صدمة كبرى للفلسطينيين الذين يُذبحون يومياً، مؤكداً أن الانقسام الفلسطيني ساهم أيضاً في إضعاف قدرة الفلسطينيين على المواجهة الموحدة.

وفي هذا السياق، انتقد غنيم استمرار حالة الانقسام قائلاً: "لا يمكن لشعب يواجه حرب إبادة أن يبقى غارقاً في خلافات داخلية، ويقضي عامين في صياغة بيان حول الوحدة." وأضاف أن مبادرة الإضراب عن الطعام كانت محاولة رمزية للفت انتباه العالم إلى ما يحدث في غزة، لكن المطلوب اليوم أكثر من مجرد رموز.

تهويد الأقصى

وفيما يتعلق بما يجري في القدس والمسجد الأقصى، قال غنيم إن ما يحدث "وصمة عار على جبين كل من يدّعي المسؤولية في العالم العربي"، مؤكداً أن الاحتلال لم يعد يكتفي بالتقسيم الزماني والمكاني، بل يسعى إلى "خلع الرواية الإسلامية والعربية بالكامل، واستبدالها بالرواية الإسرائيلية".

وأشار إلى إقامة طقوس تلمودية داخل المسجد خلال الأسبوع الماضي، وهو ما يمثل "تجاوزاً خطيراً لكل الخطوط الحمراء".

وتابع: "لا أفهم كيف يضع المسلمون سُجَّادتهم دون أن يتحركوا لنجدة الأقصى. هذا المكان لن يقبل إلا صلاة الفاتحين، ولن تسقط هويته إلا إذا قررنا أن نسقط نحن".

الانتخابات.. توقيت خاطئ

وحول مرسوم الدعوة لانتخابات المجلس الوطني، رأى غنيم أن توقيته ومضمونه غير مقبولَين، مؤكداً أن القرار "جاء بصياغة تتجاوز النظام الداخلي لمنظمة التحرير، ويتجاهل مئات آلاف الفلسطينيين الذين يعتبرهم القانون أعضاء طبيعيين في المنظمة".

وبيّن أن التركيز على الانتخابات في هذه اللحظة يمثل انحرافاً عن الأولويات الوطنية، مضيفاً "الشعب يموت جوعاً في غزة، وهناك من يضع الانتخابات على رأس الأولويات! نحن نريد انتخابات بالطبع، لكن التوقيت الحالي يجب أن يُكرَّس بالكامل لوقف الإبادة وإنقاذ القطاع".

وعن أداء السلطة في رام الله، قال غنيم إن الاحتلال يستهدف تقويض النظام السياسي برمّته، لا فقط فصائل بعينها، محذراً من أن حكومة نتنياهو أعلنت صراحة رفضها لعودة السلطة، وتسعى إلى إسقاطها كلياً.

وأضاف "المشكلة أن السلطة لا تتصرف كما لو أنها في خطر. هناك لا مبالاة غريبة، كأنهم في منأى عن الانهيار. نحن بحاجة إلى أن ترتقي السلطة لمستوى التحديات، وأن تتحرك بشكل عاجل لإنهاء الانقسام وتوحيد الصف الوطني لمواجهة العدوان".

وأكد أن فتح مستهدفة أيضاً، وأن المطلوب حالياً ليس فقط ترميم المؤسسات، بل إطلاق حالة نهوض وطني شاملة تتواصل مع الشعوب العربية والمجتمع الدولي، وتتحرك على كل المستويات القانونية والدبلوماسية لفضح ما يتعرض له الشعب الفلسطيني، مشدداً: "غزة لا يجب أن تُترك وحدها".

 

 

 

اخبار ذات صلة