فلسطين أون لاين

خلافات حادة في القيادة "الإسرائيلية".. الجيش يحذّر من "خسارة الأسرى"

...
خلافات حادة في القيادة "الإسرائيلية".. الجيش يحذّر من "خسارة الأسرى"
ترجمة عبد الله الزطمة

تصاعدت حدة الخلاف بين رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ورئيس هيئة الأركان إيال زامير، على خلفية مطالبات نتنياهو باجتياح كامل لقطاع غزة، وسط تحذيرات من الجيش بأن هذه الخطوة قد تؤدي إلى "فقدان كامل لجميع الأسرى".

ووفق ما نشر موقع "يديعوت أحرنوت" اليوم الثلاثاء، فإنه حسب تسريبات من جلسة مغلقة، قال مكتب نتنياهو: "نتجه نحو احتلال كامل. إذا لم يكن هذا مناسبًا لرئيس الأركان، فليستقل".

في المقابل، يعارض زامير – وقيادة الجيش عمومًا – أي عملية برية شاملة من شأنها تعريض حياة الأسرى للخطر، معتبرًا أن المرحلة الحالية تقتضي استمرار العمليات المحددة والتطويق، لا الاجتياح.

نقاش أمني حاسم

من المتوقع أن يُعقد اليوم اجتماع أمني مصغّر بحضور نتنياهو، وزامير، ووزير الحرب يسرائيل كاتس، والوزير رون ديرمر، وقادة عسكريين بارزين، لبحث مستقبل العمليات في غزة. ويتجه الجيش لعرض خطة لمواصلة محاصرة معاقل حماس في مدينة غزة من خلال غارات جوية وعمليات كوماندوز، دون الدخول في مواجهة برية شاملة.

وفي المقابل، يضغط نتنياهو نحو خطة لاجتياح القطاع بالكامل، مع استعداد لتحمل كلفة بشرية كبيرة.

أزمة استراتيجية

الوضع الميداني يُعقّد حسابات القيادة الإسرائيلية: فـ(إسرائيل) تسعى لتحقيق هدفين متعارضين عمليًا – تحرير الأسرى والقضاء على حماس. غير أن الجيش يحذر من أن أي اجتياح واسع قد يُفشل الهدفين معًا، خصوصًا في ظل صعوبات لوجستية كبرى، أبرزها إجلاء أكثر من مليون مدني من مدينة غزة، في ظل تدمير معظم البنية التحتية في رفح وخان يونس والشمال.

وتؤكد مصادر عسكرية أن (إسرائيل) تفتقر حاليًا إلى "الشرعية الدولية" لعملية عسكرية بهذا الحجم، كما أن إنشاء "مدينة إنسانية" بديلة يتطلب أشهرًا من التحضير، وتعاونًا دوليًا غائبًا حتى الآن.

(إسرائيل) في مأزق: لا حرب شاملة... ولا مفاوضات فعّالة

رغم خطاباته التصعيدية، لم يصدر نتنياهو حتى الآن أوامر مباشرة باجتياح القطاع، ولم يُعبّئ قوات إضافية، ما يشير إلى تردده.

ومع تراجع فاعلية المسار التفاوضي، وغياب إجماع سياسي وعسكري حول الخيار العسكري، تجد (إسرائيل) نفسها في مأزق استراتيجي غير مسبوق: لا تنجح في استعادة الأسرى، ولا تحقّق أهدافها العسكرية، ولا تحظى بدعم دولي كافٍ لمواصلة الحرب.

المصدر / ترجمة فلسطين اون لاين