قال ناهض شحيبر، رئيس جمعية النقل الخاص في قطاع غزة، إن الاحتلال الإسرائيلي يتعمّد إدخال المساعدات إلى القطاع بطريقة فوضوية تفتقر إلى التنظيم والأمن، ما يؤدي إلى تعرض الشاحنات للنهب والسائقين للاعتداء، ويُفاقم من معاناة السكان المحاصرين.

وأكد شحيبر أن الاحتلال تعمّد تأخير دخول المساعدات من منطقة زيكيم شمال غزة يوم أمس، قبل أن يسمح بمرورها، وذلك بعد قصف مباشر لعناصر التأمين التابعين للعشائر، رغم استعدادهم لتأمين الشاحنات.

وأوضح أن خمسة من سائقي الجمعية قُتلوا منذ بدء الحرب، وأُصيب عدد آخر بجروح خطيرة خلال عمليات إدخال المساعدات، التي تتم دون أي شكل من أشكال الحماية. وقال: "السائقون يعملون في ظروف محفوفة بالمخاطر، ويتعرضون لمضايقات واعتداءات مستمرة".

وعن كميات المساعدات التي دخلت القطاع يوم الإثنين، أشار شحيبر إلى دخول 97 شاحنة، لكنه شدد على أن "الأرقام لا تعني شيئًا" في ظل حالة المجاعة المتفاقمة، مؤكدًا أن الطريقة العشوائية في توزيعها تحرم أكثر من 60% من سكان القطاع من الحصول على حصتهم.

وأضاف: "ما لم تكن هناك عدالة ونظام وأمن، فالمجاعة لن تُكسر بهذه الفوضى"، محذرًا من أن الاحتلال يتعمّد إشاعة الفوضى الداخلية وخلق صراعات مجتمعية ضمن سياسة منهجية لتفكيك النسيج الفلسطيني.

وفيما يتعلق بخيارات السائقين، قال شحيبر: "لا نستطيع تعليق العمل أو وقف نقل المساعدات، لأن ذلك يعني مزيدًا من الجوع. ما نطالب به فقط هو توفير الحماية والأمن".

وختم بالقول إن الحديث عن تحسن في الوضع الإنساني داخل غزة هو مجرد "تنفيس إعلامي"، مؤكدًا استمرار الكارثة على الأرض في ظل الحصار وغياب التنظيم والأمن.

منذ 2 مارس/آذار الماضي، أغلق الاحتلال الإسرائيلي جميع المعابر المؤدية إلى قطاع غزة، منقلبًا على اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 18 يناير/كانون الثاني، والذي نصّ على إدخال 600 شاحنة مساعدات و50 شاحنة وقود يوميًا.

ومنذ ذلك الحين، بدأ سكان القطاع يعتمدون على المواد الغذائية المخزنة، والتي نفدت تدريجيًا، ما أدى إلى انتشار الجوع وسوء التغذية، خاصة مع نقص مشتقات الحليب، اللحوم، الدواجن، الخضروات، والأدوية، بالإضافة إلى مستلزمات النظافة.

وبحسب وزارة الصحة في غزة، فقد أدى التجويع إلى استشهاد 133 فلسطينيًا، بينهم 87 طفلًا، بعد منع الاحتلال إدخال أكثر من 80 ألف شاحنة مساعدات ووقود منذ مارس.