قال المحلل الإسرائيلي آفي يسسخاروف، إن قطاع غزة تحوّل إلى "واحد من أكبر مواقع الهدم العقاري في العالم"، مؤكدًا أن الجيش الإسرائيلي يمارس تدميرًا واسع النطاق بلا هدف واضح سوى الانتقام، في ظل غياب استراتيجية حقيقية أو أفق سياسي للحرب المتواصلة منذ أكثر من تسعة أشهر.
وأضاف يسسخاروف، في في مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، أن كل صورة أو تقرير يخرج من غزة يكشف حجم الدمار "الكارثي بمقاييس توراتية"، مشيرًا إلى أن تبريرات الجيش تتبدل من "حسم لواء خان يونس" إلى "حماية محور" أو "تأمين القوات"، بينما الواقع هو أن الدمار بات هدفًا بحد ذاته.
وأكد أن لا أحد يصدق بعد الآن وعود "النصر المطلق"، التي يكررها أنصار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لافتًا إلى أن ما يحصل على الأرض هو تحطيم ممنهج للمدن والأحياء دون أن يساهم ذلك في إسقاط حركة حماس أو إعادة الأسرى.
وحذر يسسخاروف من الآثار النفسية الكارثية التي تطال الجنود الإسرائيليين المشاركين في الحرب، مشيرًا إلى حالات انتحار بين الجنود بسبب الصدمات التي تعرضوا لها، وتزايد التساؤلات في صفوف المجتمع الإسرائيلي حول جدوى العمليات المستمرة في القطاع.
وقال: "الحكومة الحالية ترفض صفقة تبادل الأسرى، وتواصل الزج بجنودنا إلى غزة مرة تلو الأخرى، في جولات مدمّرة لا هدف منها سوى تسوية غزة بالأرض."
كما وجّه انتقادات حادة للحكومة الإسرائيلية، التي وصفها بأنها منشغلة بالبقاء السياسي والمناورات الحزبية لمنع انتخابات مبكرة، بينما تتجنب تحمّل المسؤولية عن مستنقع الحرب، مكتفية بلوم الجيش والمعارضة والإعلام.
وختم قائلاً إن كل طفل غزي جديد يتيم أو مشرد هو مرشح مستقبلي لحماس، وإن التنظيم يبني على أنقاض غزة جيلًا جديدًا من المقاتلين، في وقت تُهدر فيه طاقات إسرائيل وشبابها في حرب بلا مخرج.