حذر الكاتب الإسرائيلي بن درور يميني من المسار الذي تسلكه الحكومة الإسرائيلية في تعاملها مع الحرب المستمرة في غزة، واصفًا ما يحدث بأنه "سقوط استراتيجي وأخلاقي متسارع" قد يدخل إسرائيل في فخ كارثي صنعته بنفسها.
ويرى يميني، في مقال تحليلي نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، أن الخطة الرائجة اليوم بين قادة الحكومة ووزراء الحرب الفعليين، كبتسلئيل سموتريتش ويسرائيل كاتس، تقترح تجميع السكان الفلسطينيين في ما يُسمى "مدينة إنسانية" كعقوبة لحماس.
لكنه يحذّر من أن هذا المشروع هو "عقوبة لإسرائيل نفسها"، وليس للحركة، ويصفه بأنه هدية مجانية لحماس قد تزيد من ورطة الجيش بدلًا من حسم المعركة.
"أين العقل اليهودي؟"، يتساءل يميني بسخرية، مشيرًا إلى أن التفكير الاستراتيجي الإسرائيلي برع في مواجهة إيران وحزب الله، لكنه يفشل تمامًا حين يتعلق الأمر بغزة.
ويتابع الكاتب: بعد قرابة عامين من الحرب، لا تزال إسرائيل تدور في نفس الدائرة. فالجيش الإسرائيلي، رغم قوته، يُعيد احتلال المناطق ذاتها مرة بعد مرة، ويتكبّد خسائر بشرية يومية، فيما تفشل الأهداف المعلنة وعلى رأسها القضاء على حماس.
ويتساءل: "من كان يتخيل في 8 أكتوبر 2023، أننا في يوليو 2025 سنشهد معارك عنيفة في بيت حانون، على بُعد كيلومتر واحد فقط من سديروت؟".
ويصف يميني المشروع بأنه "وهم إنساني مدمّر"، مشيرًا إلى استحالة حشد نصف مليون إلى مليون إنسان في منطقة تحولت إلى أنقاض، متسائلًا:من سيُطعم هؤلاء؟ من سيؤمّن لهم الصرف الصحي؟ من أين ستأتي القوى البشرية لتنفيذ هذا المشروع؟ كم من جنود الاحتياط سيوافقون على الانخراط في هذه المهمة المستحيلة؟ وكم دمًا سيُراق في سبيلها؟.
ويحذر الكاتب من أن هذا المخطط قد يدفع إسرائيل إلى عزلة دولية غير مسبوقة، حيث بدأت بعض الجهات السياسية والإعلامية الدولية تتحدث عن المشروع كأنه "معسكر اعتقال"، ما يعني أن كل جندي إسرائيلي قد يُنظر إليه كـ"مجرم حرب" على الساحة العالمية.
في ختام مقاله، يوجه بن درور يميني نداءً صريحًا للقيادة الإسرائيلية: "لا تفرضوا على الجيش هذا الجنون... لا تعاقبوا إسرائيل بأنفسكم... لا تقدموا لحماس ما لم تحلم بالحصول عليه".

