قال المحلل "الإسرائيلي" في صحيفة معاريف العبرية آفي أشكنازي، إنَّ الحدث الخطير في خانيونس، الذي قُتل فيه ضابط وستة جنود من سلاح الهندسة القتالية، هو تقصير خطير يصل حتى أعلى المستويات القيادية في "إسرائيل" من رئيس الحكومة نتنياهو، مرورًا بوزير الحرب يسرائيل كاتس، ورئيس الأركان زامير، ونائبه يديعي، وقائد المنطقة الجنوبية عاسور، وجنرالات آخرين.
وأوضح أشكنازي، أنَّ فيديو الهجوم الذي بثته حماس "مروّع"، المسلح يتسلق على المدرعة ويلقي عبوة ناسفة إلى داخلها عبر البرج.
وأكد، أنَّ قادة الجيش الكبار فشلوا فشلًا خطيرًا في بناء قوة جزء من القوات البرية، مضيفًا "لقد أهمل الجيش قدرة التزود بالمعدات للوحدات التي تقف الآن في مقدمة القتال".
وتابع، "الاستنزاف غير المعقول لمقاتلي الجيش الإسرائيلي في غزة في حرب لا تنتهي، يحوّل الحدث إلى مأساة يجب أن تهزّ الجمهور".
وشدد على أن جيش الاحتلال في ورطة شديدة في غزة، "نحن في فشل عسكري وسياسي متواصل"، مؤكدًا أنه بعد 629 يومًا، حان الوقت للاعتراف بأن وضع "الجيش الإسرائيلي" في هذه الحرب صعب.. بل صعب جدا.
وأشار المحلل العسكري إلى أنّه في الجيش يدركون أن الإنهاك الذي يعاني منه الجنود هائل، هذا الإنهاك يؤدي إلى الكثير من الأمور السلبية.
وأكمل "بالإضافة إلى الإنهاك الشديد للجنود، هناك أيضا استنزاف للمعدات العسكرية من الدبابات، وناقلات الجنود المدرعة، إلى الطائرات وغيرها".
وذكر أنّ المشكلة الكبرى للجيش هي أن المستوى السياسي لا يعرف إلى أين يريد أن يصل في غزة. عملية "مركبات جدعون" بعيدة كل البعد عن تحقيق الأهداف التي كان يعتقد المستوى السياسي والأمني أنه سينجح في بلوغها.
وجدد أشكنازي تأكيده أنَّ الجيش الإسرائيلي منهك بعد ما يقرب من عامين من الحرب على سبع جبهات، فجنود الاحتياط وعائلاتهم وصلوا إلى حافة الانهيار، وأفراد الخدمة الدائمة يطلبون التقاعد ويبحثون عن وظائف خارجية.
استطرد "لدينا الآن حرب بلا هدف، "حرب إلى لا مكان"، يتم إرسال الجنود إلى نفس الأماكن ليقاتلوا مرة تلو الأخرى من أجل الحفاظ على استقرار الائتلاف، لإرضاء سموتريتش وبن غفير اللذين يعارضان دفع الثمن من أجل تحرير الأسرى. بل إن بن غفير تفاخر بأنه أفشل صفقات لإطلاق سراح الأسرى".
وبعث المحلل العسكري رسالة لحكومة الاحتلال قائلًا "الآن على رئيس الأركان أن يعرض هذا المساء في الكابينت صورة الوضع للقتال، ووضع الجيش، وتبعات الاستمرار في الغرق في مستنقع غزة، والتوقعات بشأن الثمن الذي قد ندفعه".
وأمس الأربعاء، بثت كتائب القسام مشاهد تنفيذ كمين مركب استهدف ناقلتي جند إسرائيليتين في منطقة معن جنوب مدينة خانيونس، أسفر عن مقتل 7 جنود إسرائيليين بينهم ضابط، وفق اعتراف جيش الاحتلال.
وأظهرت المشاهد لحظة إلقاء عبوة متفجرة مباشرة داخل قمرة القيادة لإحدى ناقلتي الجند، ما أدى إلى تدميرها بالكامل، في مشهد وُصف بـ"غير المسبوق" من حيث الجاهزية والنتائج المباشرة.
وقالت كتائب القسام في بيان مقتضب إن العملية نُفذت قرب مسجد علي بن أبي طالب، وأوقعت إصابات مؤكدة في صفوف القوة المستهدفة، مضيفة أن المشاهد التي بُثت توثّق واحدة من أكثر العمليات تعقيدًا خلال المعارك الدائرة جنوبي القطاع.
وفي وقت سابق، أعلنت القسَّام، تنفيذها عملية نوعية أوقعت جنود الاحتلال قتلى وجرحى جنوب مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.
وقالت كتائب القسام في بلاغ عسكري، إنه خلال كمين مركب، "تمكنّ مجاهدونا عصر أمس الثلاثاء من تدمير ناقلة جند صهيونية بعبوة "شواظ" تم وضعها داخل قمرة القيادة مما أدى إلى احتراق الناقلة وطاقمها بشكل كامل".
وأضافت، "وبعدها استهدف مجاهدونا ناقلة جند صهيونية أخرى بعبوة "العمل الفدائي" وذلك بالقرب من مسجد علي بن أبي طالب بمنطقة معن جنوب مدينة خانيونس جنوب القطاع، ورصد مجاهدونا هبوط الطيران المروحي للإخلاء الذي استمر لعدة ساعات".
ويوم الثلاثاء، اعترف جيش الاحتلال بمقتل 7 جنود إسرائيليين، وإصابة 16 آخرين، إثر كمين للمقاومة الفلسطينية في خان يونس، جنوبي قطاع غزة، حيث فجر مقاومون عبوة ناسفة بناقلة جند إسرائيلية من نوع "بوما".
وقال الجيش إن الجنود السبعة احترقوا بالكامل بعد انفجار عبوة ناسفة بمدرعة هندسية من نوع "بوما" في خانيونس، وعملية إخلائهم من المكان كانت صعبة.
وأشارت هيئة البث العبرية، إلى أن جميع الجنود الذين كانوا داخل المركبة قُتلوا، ولم ينجُ أحد.
وقالت قناة كان العبرية، إنَّ 879 ضابطًا وجنديًا إسرائيليًا قتلوا منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر 2023.
ومنذ استئناف جيش الاحتلال حرب الإبادة في 18 مارس/ آذار الماضي، نجحت المقاومة في تنفيذ عدة كمائن قوية ضد قوات جيش الاحتلال المتوغلة في قطاع غزة، أدت إلى مقتل وإصابة العديد من الجنود.

