فلسطين أون لاين

ما هي محطة نطنز النووية، ولماذا تُعدّ هدفًا رئيسيًا في أي مواجهة مع إيران؟

...
ما هي محطة نطنز النووية؟
متابعة/ فلسطين أون لاين

في تصعيد خطير، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن منشأة نطنز النووية، أحد أبرز مواقع تخصيب اليورانيوم في إيران كانت من بين الأهداف التي استهدفتها (إسرائيل) في عدوانها فجر الجمعة، على سلسلة من منشآت نووية وعسكريّة وقيادات بارزة في طهران.

وبحسب التلفزيون الرسمي الإيراني، تعرض الموقع لقصف متكرر أدى إلى انفجارات وتصاعد كثيف للدخان، فيما أعلنت إسرائيل صراحة أنها ضربت "قلب البرنامج النووي العسكري الإيراني".

فما هي محطة نطنز؟

تقع منشأة نطنز النووية في محافظة أصفهان في سهل محاذ لجبال خارج مدينة قم، على بُعد نحو 220 كيلومترا جنوب شرق العاصمة الإيرانية طهران، وهي الموقع الرئيسي لتخصيب اليورانيوم في البلاد.

تبلغ مساحة المنشأة نحو 2.7 كيلومتر مربع، وبُنيت على عمق 8 أمتار تحت الأرض، ويُحيط بها جدار خرساني بسماكة تبلغ 2.5 متر، وتحميها منظومة دفاع جوي وأسلاك شائكة وقوات من الحرس الثوري الإيراني.

وتضم المنشأة مرافق عدة، منها منشأتان للتخصيب هما منشأة التخصيب بالوقود النووي الضخمة الواقعة تحت الأرض، وأخرى تجريبية فوق الأرض للتخصيب بالوقود.

وقد كشفت جماعة إيرانية معارضة عام 2002 أن إيران كانت تبني منشأة نطنز سرا، وذلك أشعل مواجهة دبلوماسية بين الغرب وإيران بشأن برنامجها النووي.

وأقرّت إيران في العام التالي بوجود المنشأة ومنشآت أخرى، ووافقت على تعديلات في الترتيبات الفرعية لمعاهدة منع الانتشار النووي التي تُلزمها بإبلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية بنيتها بناء منشآت نووية.

تُعد محطة نطنز أكبر منشأة لتخصيب اليورانيوم في إيران، وصُممت لاستيعاب 50 ألف جهاز طرد مركزي. وتعمل فيها مجموعات متعددة من أجهزة الطرد المركزي، تُعرف "بسلاسل التخصيب" التي تعمل معا لتسريع عملية تخصيب اليورانيوم.

في 2010، أصيبت نطنز بهجوم إلكتروني بفيروس "ستوكسنت"، الذي طوّرته الولايات المتحدة وإسرائيل لتعطيل أجهزة الطرد المركزي. وفي 2021، تعرّضت لانفجار كبير بسبب عمل تخريبي يُعتقد أن إسرائيل وراءه.

نطنز والاتفاق النووي

الاتفاق النووي عام 2015 (JCPOA) ألزم إيران بتقليص أنشطتها في نطنز، لكن بعد انسحاب إدارة ترامب منه عام 2018، عادت طهران لرفع مستوى التخصيب وتوسيع المنشأة.

ومؤخرًا، بدأت إيران بناء منشأة جديدة أكثر تحصينًا داخل جبل قريب من نطنز، على عمق يصعب استهدافه بالأسلحة التقليدية، مما أثار قلق الغرب من تعقيد خيارات الردع العسكري.

ولا تمثل نطنز مجرد موقع تقني، بل أصبحت عنوانًا لصراع مستمر بين البرنامج النووي الإيراني ومساعي إسرائيل لعرقلته، في سباق دقيق بين الدبلوماسية والتصعيد العسكري.

تاريخ من الهجمات الإسرائيلية

تعرضت منشأة نطنز النووية عام 2010 لهجوم إلكتروني باستخدام فيروس "ستاكسنت"، أدى إلى تعطيل أجهزة الطرد المركزي المستخدمة في تخصيب اليورانيوم.

واتهمت إيران كلا من إسرائيل والولايات المتحدة بالوقوف وراء هذا الهجوم، في حين أشار خبراء الأمن السيبراني إلى أن العملية كانت مدعومة من قوى غربية.

وفي يوليو/تموز 2020، شبّ حريق في منشأة نطنز وصفته السلطات الإيرانية بأنه "عملية تخريب سيبراني"، بينما أشارت تقارير غربية إلى تورط إسرائيلي.

وفي أبريل/نيسان 2021، شهدت المنشأة انفجار صغيرا، بحسب منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إن الانفجار كان نتيجة عمل إسرائيلي أدى إلى تعطيل النظام الكهربائي الذي يغذي أجهزة الطرد المركزي.

وفي 19 أبريل/نيسان 2024، وبعد هجوم جوي نُسب إلى إسرائيل على محافظة أصفهان، أكدت إيران أن المنشآت النووية آمنة، بما في ذلك نطنز، رغم رصد انفجارات قرب منشآت عسكرية في المنطقة.

وأكد التلفزيون الإيراني الرسمي يوم 13 يونيو/حزيران 2025 أن إسرائيل استهدفت منشأة نطنز، وأنه لا توجد تقارير عن تلوث نووي.

من جانبه، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إن الوكالة تراقب من كثب "الوضع المقلق للغاية في إيران"، مؤكدا أن منشأة نطنز كانت من بين الأهداف التي قصفت، وأن الوكالة تتواصل مع السلطات الإيرانية بشأن مستويات الإشعاع النووي.