دعت عريضة وقعتها شخصيات مجتمعية من غزة، المجتمع الدولي إلى وقف فوري ونهائي للعمل عبر النقاط الأمريكية - الإسرائيلية المشبوهة لتوزيع المساعدات، مؤكدة أنها تمثل "مصائد للموت".

ولاقت العريضة التي نشرها ووقعها الصحفي حسام سالم أمس في صفحته بفيسبوك تفاعلا من شخصيات مجتمعية منها رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان د.رامي عبده والناشط الإغاثي محمد حسنة، وصحفيون، وسط تفاعل مستمر.

وجاء في العريضة: "نحن، جمعٌ من الشخصيات المجتمعية في قطاع غزة، نوجّه نداءً إنسانيًا عاجلًا إلى المجتمع الدولي ووكالات الأمم المتحدة، وعلى رأسها برنامج الغذاء العالمي ووكالة “أونروا”، للتدخل الفوري لوقف المجازر المتكررة التي ترتكب بحق المدنيين الفلسطينيين قرب نقاط توزيع المساعدات التي تشرف عليها قوات الاحتلال والمنظمات الأمريكية".

وأوضحت أن هذه النقاط "تحوّلت إلى مصائد موت وإذلال جماعي، تفتقر إلى الحدّ الأدنى من الشروط الإنسانية، وتُدار بآلية عسكرية قائمة على القمع والفوضى والتجويع المتعمّد. ما جرى صباح اليوم (أمس) في منطقة رفح، من استهداف مباشر للمواطنين المجوَّعين بالقصف والرصاص، هو جريمة جديدة تُضاف إلى سلسلة طويلة من الانتهاكات، وتؤكد أن هذه الآلية باتت أداة للإعدام الجماعي لا للعمل الإغاثي".

وطالبت العريضة بـ"وقف فوري ونهائي للعمل عبر نقاط التوزيع الأمريكية التي أثبتت فشلها وخطورتها"، محذرة من استمرار التعاطي معها كبديل للمؤسسات الأممية.

وأكدت أن "الحل الوحيد لوقف هذه الكوارث هو العودة الكاملة إلى آلية توزيع المساعدات التي كانت تشرف عليها الأمم المتحدة، لما توفره من معايير النزاهة والحياد والسلامة في إيصال المساعدات".

ودعت العريضة، وكالات الأمم المتحدة إلى تحمّل مسؤولياتها والعودة فورًا لتولي ملف الإغاثة في قطاع غزة، مطالبة جميع الدول والجهات المعنية بممارسة الضغط الجاد على الاحتلال الإسرائيلي لتمكين تلك الوكالات من أداء مهامها الإنسانية دون عوائق أو تدخلات.

وأمس، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إن الاحتلال الإسرائيلي حول موقع توزيع المساعدات الذي أنشأه بأهداف مشبوهة من نقاط للإغاثة الإنسانية إلى مصائد للقتل الجماعي.

وجاءت هذه التصريحات تعليقا على ارتكاب الاحتلال مجزرة جديدة، ما أدى إلى استشهاد 30 مواطنا على الأقل وإصابة 120 في إطلاق نار على شبان قرب موقع مساعدات أميركية غرب رفح جنوبي القطاع.

وتؤكد الفصائل بغزة أن الخطة الإسرائيلية المشبوهة لتوزيع المساعدات ترمي إلى "استبدال النظام بالفوضى، واعتماد سياسة هندسة تجويع المدنيين الفلسطينيين، واستخدام الغذاء كسلاح في وقت الحرب".

ومنذ الثاني من مارس/آذار، منعت سلطات الاحتلال دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وفي 18 من الشهر نفسه انقلبت على اتفاق لوقف إطلاق النار واستأنفت عدوانها على الغزيين.

وترتكب (إسرائيل) بدعم أميركي مطلق منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 176 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.