قال أستاذ التخطيط الاستراتيجي والتنمية المستدامة د.مصطفى الحواري، إن الأداء الدبلوماسي الرسمي في ظل المجازر المروعة والدمار الشامل الذي يتعرض له قطاع غزة، لا يرقى إلى مستوى التحديات الراهنة.
ووصف الحواري، في حديث مع صحيفة "فلسطين" مؤسسات التمثيل الخارجي التابعة للسلطة بأنها "دكاكين أوسلو"، في إشارة إلى افتقارها للفعالية والانخراط الجاد في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية.
وبحسب الحواري، لا تقوم سفارات وقنصليات السلطة بدور ملموس في نقل صورة ما يحدث من مجازر ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ 19 شهرا على التوالي في غزة إلى المجتمع الدولي، لا من حيث التوثيق الإعلامي ولا في التأثير السياسي.
ويضيف: الجهود التي تبذل حاليًا لإيصال صوت الضحايا تأتي في الغالب من منظمات أهلية وجاليات فلسطينية مستقلة لا ترتبط بالسلطة.
وعند سؤاله عن الجهود الدبلوماسية لوقف الحرب الإسرائيلية على القطاع، أوضح أن البعثات التابعة للسلطة لا تحظى بحضور إعلامي أو سياسي يُذكر في الدول التي تتواجد فيها، ما يعكس ضعفاً حاداً في الأداء الدبلوماسي الرسمي.
ويرى أن المنظمات الحقوقية والمناصرين الدوليين للقضية الفلسطينية لا يتعاملون فعليًا مع التمثيل الرسمي الفلسطيني، بل يتعاونون مع مبادرات شعبية مستقلة أكثر مصداقية وفعالية.
ويشير الحواري، إلى أن الجاليات الفلسطينية في الخارج، خاصة تلك غير المرتبطة بالسلطة، تتولى حاليًا مهام الضغط الإعلامي والقانوني، ومنها تحركات مثل مؤسسة "هند رجب"، التي تعمل على رفع قضايا ضد جرائم الاحتلال المرتكبة في غزة أمام المحاكم الدولية.
تفاعل واسع
وعلى مستوى الجاليات، يلاحظ الحواري، تفاعلًا واسعًا من الفلسطينيين والعرب في المظاهرات والمسيرات، التي تنظمها غالبًا أحزاب يسارية غربية داعمة للقضية، ومع ذلك، لا يظهر هناك تنسيق فعلي بين السفارات والجاليات، ما يعكس الفجوة المتزايدة بين التمثيل الرسمي والشعبي.
وعند الحديث عن الخطط المستقبلية لسفارات السلطة، لا يملك الحواري، أي معلومات حول وجود رؤية واضحة أو تحركات مستقبلية مؤثرة، لكنه يشير إلى وجود مبادرات قانونية وسياسية تتبناها جمعيات حقوقية وأحزاب دولية، وهو ما يعوّل عليه كثيرون لتعويض غياب الدبلوماسية الرسمية.
وأفادت وزارة الصحة في قطاع غزة، في بيان وصلت صحيفة "فلسطين" نسخة عنه، بارتفاع إجمالي عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 53,939 شهيدًا و122,797 جريحًا.
كما أوضحت أن عدد الشهداء والمصابين منذ الثامن عشر من مارس 2025 بلغ 3,785 شهيدًا و10,756 إصابة.