أعلنت جمعية أصحاب المخابز في قطاع غزة، رفضها العمل بالآلية الجديدة والمفروضة لكونها لا تزال آلية توزيع الخبز يشوبها الكثير من التضارب والارتباك، ولعدم تلبية احتياجات المواطنين.
وقالت الجمعية في بيانها، اليوم الجمعة، إن الآلية المفروضة حاليًا "لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات المواطنين"، مشددة على أنها لن تستأنف العمل إلا في حال توفر كميات كافية وشاملة لجميع المخابز من الدقيق والسكر والخميرة والملح والسولار.
ودعت الجمعية في بيانها المنظمات والمؤسسات الدولية إلى التدخل العاجل لدى الجانب الإسرائيلي من أجل السماح بدخول الإمدادات الضرورية لإنقاذ الوضع الإنساني.
وأوضحت أن استمرار إغلاق المعابر أمام المواد الأساسية يهدد بانهيار سلسلة التوريد الحيوية للمخابز، ما يعني حرمان أكثر من مليوني نسمة من الخبز، أحد أبرز مقومات الحياة في ظل الحصار والحرب.
رغم القرار الحازم بالتوقف، أكدت الجمعية جاهزيتها الفورية للعودة إلى العمل بمجرد توفر الكميات الكافية من المواد الأساسية، مطالبة بـ"إدخال كميات عاجلة من الطحين لتوزيعها على المواطنين قبل تشغيل المخابز"، في خطوة استباقية لتفادي الفوضى والازدحام المحتمل.
من جهته، أوضح رئيس جمعية أصحاب المخابز، عبد الناصر العجرمي، أنه تم تغيير من آلية العمل من قبل برنامج الغذاء العالمي، حيث طلب من المخابز إنتاج الخبز وترك آلية التوزيع للبرنامج.
وشدد "العجرمي"، على أن المخابز رفضت المشاركة في الآلية الجديدة لأنها غير مجدية وتعرضها والمواطنين للخطر.
وأوضح أن جمعية المخابز طلبت من "الأغذية العالمي"، توزيع الطحين قبل الخبز على المواطنين، لكن قيوداً وشروطاً اسرائيلية رفضت ذلك.
ولفت رئيس جمعية أصحاب المخابز، إلى أنه كان من المفترض أن يتم إدخال الطحين لمناطق شمال القطاع لكن الاحتلال الإسرائيلي رفض ذلك.
وأوضح أن الآلية الجديدة مبهمة بالنسبة للمخابز خاصة وأنّ البرنامج تحدث عن رغبته في توزيع الطحين للمخيمات ونقاط توزيع أخرى.
وشدد على جاهزية المخابز للعمل فورا في حال توفر كميات كافية للقطاع، وطالب بإدخال كميات كافية من الدقيق للتوزيع على المواطنين قبل بدء عمل المخابز.
تشهد عملية توزيع الخبز في قطاع غزة حالة من الفوضى، في ظل سوء إدارة آلية التوزيع، ما أدى إلى توقف بعض المخابز العاملة عن العمل، وسط تحفّظ أخرى على المشاركة في الآلية المعتمدة.
ويتولى برنامج الغذاء العالمي مهمة التوريد والتوزيع، حيث بدأ تشغيل أربعة مخابز في جنوب القطاع، إلى جانب ثلاثة مخابز طين، تُنتج مجتمعة نحو 20 ألف ربطة خبز يوميًا، تُوزّع على 20 ألف أسرة يتجاوز عدد أفراد كل منها سبعة أشخاص.
في المقابل، تشير التقديرات إلى أن الاحتياج الفعلي للسكان يبلغ نحو 4 ملايين رغيف يوميًا، بمعدل رغيفين لكل فرد، في ظل وجود أكثر من 2.4 مليون نسمة في القطاع، ما يعكس فجوة كبيرة بين حجم الإنتاج والطلب.
وقد تم التنسيق لدخول 33 شاحنة مساعدات إلى شمال القطاع، يُتوقع السماح بدخولها مطلع الأسبوع القادم، على أن يتم تشغيل أربعة مخابز في تلك المنطقة، مع تخصيص 10 نقاط توزيع لكل مخبز.
وأثارت طريقة توزيع الخبز الحالية انتقادات حادة، وسط اتهامات بأن ما يجري يندرج ضمن "إدارة التجويع" بدلًا من إنهائه، في وقت تتفاقم فيه معاناة السكان نتيجة الحصار والعدوان المستمر.

