رغم مرور أكثر من عام ونصف على اندلاع الحرب في غزة، لا تزال (إسرائيل) تكرر ذات النهج العسكري دون تحقيق إنجاز سياسي يغيّر المعادلة. ومع انطلاق ما تُسمى عملية "عربات جدعون"، يزعم الجيش الإسرائيلي أنه سيوجّه ضربات جديدة إلى معاقل حماس، وسيوسّع نطاق الدمار والتهجير، لكن دون أفق واضح لنهاية الحرب.
في مقال رأي للكاتب الإسرائيلي أفي يساخاروف، نشره موقع "يديعوت أحرنوت" العبري، اليوم الخميس، يرى الكاتب أن العملية، كسابقاتها، تستهدف تدمير بنى حماس العسكرية والتنظيمية، مشيرا إلى أن الحركة لم تستسلم، وترفض إطلاق سراح الأسرى بدون تنفيذ شرطها.
وهذا يثير تساؤلات حقيقية حول أهداف الحرب وجدواها، خاصة في ظل استمرار سقوط الضحايا المدنيين الفلسطينيين وتفاقم الأوضاع الإنسانية.
ووسط الحديث عن "تغيير السياسة"، تلوح فرضية السيطرة المباشرة على غزة، لكن ذلك يعني التورط في إدارة شؤون مليوني فلسطيني، وهو ما لا تملك (إسرائيل) الإمكانات اللازمة له.
وأكد يساخاروف، أن حماس، تراهن على استنزاف (إسرائيل) سياسيًا ودوليًا من خلال توجيه الضربات الموجعة، ما سيدفع واشنطن إلى التدخل وفرض وقفًا للعمليات. في المقابل، تتجنب الحكومة الإسرائيلية مناقشة "اليوم التالي"، ما يمنح الحركة فرصة إضافية لإعادة تنظيم صفوفها.
وشدد على أن الهدف الحقيقي للعملية، بحسب مراقبين، لم يعد تحرير الأسرى أو إسقاط حكم حماس، بل استمرار الحرب بحد ذاتها، خدمة لأجندة سياسية داخلية. لكن استمرار النهج العسكري دون خطة سياسية واضحة قد يُبقي القطاع في دائرة الدم والخراب، دون نهاية في الأفق.

