في تصعيد لافت في الموقف الفرنسي تجاه (إسرائيل)، دعا وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، إلى إعادة النظر في اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي و(إسرائيل)، والتي تنظم العلاقات التجارية والسياسية بين الطرفين.
وأشار بارو إلى أن الوضع الإنساني في غزة يحتم اتخاذ خطوات حازمة، قائلاً: "الوضع لا يُطاق، ولا يمكن أن نترك لأطفال غزة إرثًا من الكراهية والعنف".
وأكد بارو حسب ما نشر موقع "يديعوت أحرنوت" العبري، اليوم الثلاثاء، أن فرنسا ماضية في الاعتراف بالدولة الفلسطينية، مشددًا على أن هذا الاعتراف يصب في مصلحة الأمن والسلام لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين.
ومن المنتظر أن تعلن باريس هذا القرار رسميًا خلال مؤتمر مشترك مع المملكة العربية السعودية الشهر المقبل.
وهاجم الوزير الفرنسي السياسات الإسرائيلية في غزة، واصفًا القطاع بأنه "مقبرة"، واتهم (تل أبيب) بفرض "حصار إنساني غير مقبول" أدى إلى كارثة إنسانية وخرق فاضح للقانون الدولي.
كما أشار إلى أن المادة الثانية من اتفاقية الشراكة تسمح بتعليقها في حال وجود انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، وهو بند يُناقش حاليًا على مستوى الاتحاد الأوروبي.
في السياق ذاته، انضمت فرنسا إلى موقف دبلوماسي مشترك مع بريطانيا وكندا، عبر بيان شديد اللهجة طالب (إسرائيل) بوقف فوري للعمليات العسكرية في غزة والسماح بدخول المساعدات الإنسانية دون قيود.
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لم يكن أقل حدة، إذ وصف سياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في غزة بأنها "مخزية"، وقال: "لا ماء، لا دواء، والجرحى لا يمكنهم المغادرة، بينما الأطباء لا يستطيعون الدخول". وأضاف أن أوروبا يجب أن تدرس فرض مزيد من العقوبات على (إسرائيل).
في المقابل، رد نتنياهو باتهام ماكرون بـ"الوقوف إلى جانب منظمة إرهابية وترديد دعايتها"، في إشارة إلى حركة حماس.
وتبقى الخطوات الأوروبية المقبلة مرهونة بإجماع داخلي غير متوفر حتى الآن، ما يجعل أي قرار بشأن الاتفاقية مع (إسرائيل) أقرب إلى "إجراء فحص" منه إلى "قطع للعلاقات".