في أجواء إقليمية متوترة بفعل استمرار القصف الإسرائيلي على قطاع غزة وتفاقم الأوضاع الإنسانية هناك، تستعد العاصمة العراقية بغداد، يوم السبت، لاستقبال القمة الرابعة والثلاثين لجامعة الدول العربية.
وقد ازدانت شوارع المدينة بأعلام الدول العربية، في مشهد يعكس الاستعداد الرسمي والشعبي لهذا الحدث، وسط حالة من الاستقرار النسبي الذي تنعم به بغداد ومدن عراقية أخرى بعد سنوات طويلة من الاضطرابات والصراعات.
سيشارك في القمة عدد من القادة والمسؤولين العرب، إلى جانب شخصيات دولية بارزة، من بينها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز، المعروف بمواقفه المؤيدة للحقوق الفلسطينية، خصوصاً بعد اعتراف بلاده بالدولة الفلسطينية العام الماضي.
مستوى وزاري
ووفقاً لمصادر دبلوماسية من داخل بغداد، فإن معظم دول الخليج ستكون ممثلة في القمة على مستوى وزاري. ومن المتوقع أن يناقش المشاركون مجموعة من الملفات الحساسة، أبرزها الوضع في غزة، حيث تتجه الأنظار نحو طرح مبادرة عربية جديدة تشمل وقف القتال، والمساهمة في إعادة إعمار القطاع، وتقديم المساعدات الإنسانية.
من جهته، أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في مقال نُشر مؤخراً، أن العراق يسعى لأن يكون فاعلاً في صياغة مستقبل المنطقة، من خلال اتباع سياسة خارجية متوازنة، وتنفيذ مشاريع تنموية وشراكات استراتيجية.
الباحث العراقي إحسان الشمّري أشار إلى أن القمة لن تقتصر على ملف غزة، بل ستتطرق أيضاً إلى الأوضاع في سوريا، وسبل دعم العملية السياسية هناك، بالإضافة إلى دعم الحكومة اللبنانية الجديدة.
يُذكر أن آخر مرة استضافت فيها بغداد قمة عربية كانت في عام 2012، في وقت كانت تعاني فيه البلاد من توترات أمنية حادة، فيما كانت سوريا غارقة في نزاع دموي.
قمة طارئة
وتأتي هذه القمة بعد قمة طارئة عُقدت في القاهرة قبل أشهر، تم خلالها طرح خطة عربية لإعادة إعمار غزة، تدعو لعودة السلطة الفلسطينية إلى إدارة القطاع، في مقابل مقترحات بديلة تثير جدلاً، من بينها ما نُسب إلى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب حول فرض إدارة خارجية على غزة.
وفي هذا السياق، صرح وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين بأن بلاده تدعم القرارات التي خرجت بها قمة القاهرة، مؤكداً أن القضية الفلسطينية ستكون في صدارة جدول أعمال قمة بغداد.
ويبدو أن هذه القمة تكتسب أهمية مضاعفة، ليس فقط بسبب الوضع في غزة، بل أيضاً لأنها تعقد في وقت تطرح فيه إسرائيل رؤى جديدة حول مستقبل المنطقة، تُشير إلى إعادة تشكيل المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط.

