فلسطين أون لاين

الإفراج عن ألكسندر.. غضب في (إسرائيل) وهجوم واسع ضد نتنياهو

...
الإفراج عن ألكسندر.. غضب في (إسرائيل) وهجوم واسع ضد نتنياهو
الناصرة- غزة/ محمد عيد

أثارت الاتصالات المباشرة بين حركة المقاومة الإسلامية حماس والإدارة الأمريكية والتي توجت بإفراج الحركة عن الجندي الأسير مزدوج الجنسية الإسرائيلية – الأمريكية عيدان ألكسندر، غضبا إسرائيليا وهجوما واسعا ضد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.

وتصاعد الجدل داخل دولة الاحتلال حول دور حكومة نتنياهو في التفاهم الذي تم دون الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، في المقابل أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن أمله في أن يكون الإفراج عن الكسندر أولى الخطوات الأخيرة اللازمة لإنهاء الحرب في غزة، واصفا إياها بـ"الوحشية".

وكتب ترامب في منشور على منصة "تروث سوشيال": "يسعدني أن أعلن عودة عيدان ألكسندر... المحتجز منذ أكتوبر 2023، إلى عائلته. وأتقدم بالشكر الجزيل لكل من ساهم في تحقيق هذا الخبر الجلل".

وعدّ زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد، الاتصالات بين واشنطن وحماس، فشلا سياسيا فادحا لحكومة نتنياهو ووزرائها.

واعتبر لبيد إطلاق سراح الجندي ألكسندر يجب أن يكون "بداية لصفقة شاملة تعيد جميع الأسرى" الإسرائيليين. فيما اتهم زعيم حزب حزب "الديمقراطيين" الإسرائيلي يائير غولان، "نتنياهو تخلى فعليا عن مواطنيه وتركهم لرحمة قوى أجنبية، ولذلك يجب إعادة الجميع الآن".

وأكد زعيم حزب "معسكر الدولة" بيني غانتس على ضرورة أن يتحمل رئيس الحكومة مسؤولية إعادة الاسرى جميعا.

وعبر الصحفي الإسرائيلي رعنان شاكيد عن حالة الغليان والغضب في الشارع الإسرائيلي، قائلاً: "إذا كنت تحمل الجنسية الإسرائيلية فقط، فلا تتوقع شيئاً من حكومتك .. الإفراج يتم فقط إذا كنت تحمل جوازاً أجنبياً. هذا ما قاله ترامب، وليس أنا".

وذهبت صفحة "كوستا بلاك" العبرية إلى أبعد من ذلك باتهام نتنياهو بـ"الفوضوية"، مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "قرر التحرك من خلف ظهره بعد أن أدرك استحالة التنسيق معه".

وهاجم وزير الجيش السابق أفيغدور ليبرمان أداء الحكومة قائلاً: "من عجز عن هزيمة حماس خلال 20 شهراً، لن ينجح ولو بعد 17 سنة. العلاقات مع واشنطن تمر بأسوأ مراحلها على الإطلاق".

وعبر عضو الكنيست حيلي تروبر عن قلقه: "جندي في زي رسمي أُسر من داخل (إسرائيل)، وعاد بفضل جواز سفر أجنبي ودولة أجنبية، لا بفضل دولته".

كما هاجم الصحفي الإسرائيلي بن كاسبيت، رئيس حكومة الاحتلال، قائلا: "لتعلم كل أم في (إسرائيل)، أنه طالما بقي نتنياهو رئيسا للحكومة، فمن الأفضل، عندما يتجند ابنها للجيش أن تستخرج له جواز سفر أميركي".

التمييز بين الأسرى

وعلى الفور، عبّرت عائلات أسرى إسرائيليين داخل غزة عن استياءها الشديد من إقصاء واشنطن لـ(إسرائيل) عن التفاهم الذي لم يشمل جميع الأسرى خصوصًا غير الحاملين لجنسية أجنبية.

وأصدر مقر عائلات الأسرى، بيانا، أمس، جاء فيه: "نحن نعيش ساعات مصيرية ستُختبر فيها مدى التزام الحكومة بمواطنيها .. إطلاق سراح عيدان يُظهر ما يمكن أن يحققه قائد حازم يفي بالتزاماته تجاه شعبه" في إشارة إلى ترامب.

وعبّرت العائلات عن مشاعر "الخيبة والخوف"، وأكدت أن الاتفاق كرّس التمييز بين أسرى الاحتلال، واعتبرت أن "الرسالة التي تصل إلى الأسرى وعائلاتهم صادمة: من لا يحمل جواز سفر أميركيًا قد يُترك في الخلف".

وتساءلت عن مدى التزام نتنياهو تجاه 58 أسيرًا وأسيرة لا يزالون في الأسر، "هل ستصنع التاريخ وتعيدهم جميعًا وتمنح المجتمع فرصة للتعافي، أم ستواصل المماطلة والتنصل من المسؤولية؟".

وأضافت: "رئيس الحكومة، هذه اللحظة لتكون قائدًا. اتخذ القرار التاريخي الصائب وأنهِ هذا الكابوس الذي يعيشه الإسرائيليون منذ 584 يومًا. لا خيار سوى أن نعيدهم – وننهض من جديد".

وخاطبت والدة الأسير ماتان تسنغاوكر في رسالة مؤثرة لابنها: "منذ سمعت أنك ستبقى وحدك، لم تتوقف دموعي؛ أنا أعرف أنك تبكي كما أبكي، ولكن في حالتك على أرضية النفق".

ووجهت له كلماتها: "كما منحتك الحياة، أقسم أني لن أتوقف حتى أراك في حضني من جديد".

كما قالت عائلة الأسير ألون أوهل إن الصفقة المذكورة تركت ابننا "خلف القضبان، مصابًا، بلا علاج، في وضع صحي خطير"، مشيرة إلى أنها "تعيش كابوس لا نعرف متى ينتهي؟" مطالبة حكومة نتنياهو بإعادة ألون وكل الأسرى الإسرائيليين فورًا.

في المقابل، أبلغ المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، مؤخراً عائلات الأسرى الإسرائيليين بأنه لا يتفق مع نهج حكومة الاحتلال في إدارتها للحرب في القطاع، معتبراً أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى هو الخيار الأنسب في المرحلة الحالية.

وقال ويتكوف خلال اجتماع مع عائلات الأسرى إن واشنطن "تسعى لاستعادة الأسرى، لكن (إسرائيل) غير مستعدة لإنهاء الحرب"، وهو الشرط الأساسي الذي حددته حماس من أجل الدخول في مفاوضات شاملة.

وكان مكتب نتنياهو قال في بيان سابق إن "واشنطن أبلغته بالصفقة"، ما يضعه خارج الصورة.

لكن مصادر سياسية إسرائيلية انتقدت لغة البيان، وأشارت إلى أنه "لأول مرة، تعلن (إسرائيل) رسميًا أنها لم تكن طرفًا في صفقة للإفراج عن جندي من مجتمعها"، معتبرة أن هذا تطور خطير على مستوى "السيادة السياسية والأمنية".

واعتبر مراقبون إسرائيليون أن هذا التطور الذي يأتي نتيجة اتصالات مباشرة بين حركة حماس والإدارة الأمريكية خطوة قد تؤدي إلى إحداث شرخ في الصف الإسرائيلي، وحذر البعض من أن هذا "التفاهم يمثل مكسبًا كبيرًا لحماس".

ورأى هؤلاء أن الاتصالات المباشرة بين واشنطن وحماس دون تنسيق كامل مع (إسرائيل) تشكل سابقة مقلقة. مشيرين إلى أن بيان مكتب نتنياهو نفسه الذي افتتح بعبارة "الولايات المتحدة أبلغت (إسرائيل)"، يكرس هذا الواقع.

المصدر / فلسطين أون لاين